لماذا يتم قتل الحصان إن كسرت ساقه؟

تعد الخيول من أجمل الحيوانات المرتبطة بالبشر ارتباطًا كبيرًا، وهي موجودة منذ قديم الزمان، ودائمًا ما كانت تحظى بتدليل البشر لكونها تتميز بسرعتها وقوتها وأشكالها الجميلة.

 وقد قام الإنسان باستخدام الخيول للعديد من الأغراض، منها ما كان يستخدم في نقل البضائع أو نقل الأشخاص أثناء السفر، ومنها ما كان يستخدم في القتال، كما أن الخيول كانت تستخدم في الأنشطة التي تتطلب بذل مجهود كبير، ولذلك نجد في الوقت المعاصر أن الشركات تقيس قدرة محركات السيارات بما يعرَف بالقوة الحصانية أو قوة الحصان.

لكن في أغلب الأحيان، يتم قتل الحصان عندما تكسر ساقه، وذلك لأن هذا الكسر ليس من السهل أبدًا أن يلتئم ويعود سليمًا من جديد، كما تعتمد الدورة الدموية للحصان بشكل أساسي على حوافره، فعندما نترك حصانًا لمدة زمنية طويلة لحين أن يلتئم الكسر الموجود في ساقه، فإن هذا الأمر يشكل خطرًا على بقاءه حياً، كما أن تكاليف علاج السيقان المكسورة لدى الأحصنة مرتفع بعض الشيء.

الخيول في العصر الحديث

في هذا العصر تستخدم الخيول أيضًا في السباقات، والترفيه ولإجراء مسابقات الجمال، ولكن المؤسف في الأمر أنه عندما تكسَر ساق الحصان فإن الأمر يصبح محبطًا للغاية. حيث يكون من الصعب أن يلتئم هذا الكسر، و لذلك في أغلب الأحيان يتم قتل الحصان أو تقضَى على حياته بعد أن تكسر ساقه.

قد تكسَر ساق الحصان أثناء دخوله في المسابقات التي تقيس سرعة الأحصنة. وخلال هذه السباقات تتعرض الأحصنة في الحقيقة للعديد من الإصابات وليس كسر الساق فقط، لكن كسر ساق الحصان أمر واردًا أيضًا حتى وإن لم يشارك في هذه المسابقات الترفيهية.

الجدير بالذكر أن العلم التشريحي يخبرنا بأن الحصان لا يملك أي عضلات تحت ركبته في هذا الجزء من ساقه والسبب الرئيسي في سرعة الحصان الكبيرة هو وجود عدد من الأربطة أو الأوتار تتوزع في مختلف أنحاء جسمه، وهي التي تعطي السرعة الهائلة للخيول.

وزن عظام الأرجل قليل عند الخيول

كما ذكرنا فإن الأربطة والأوتار هي السبب الرئيسي في سرعة الحصان. لكن الحصان يمتلك نقطة ضعف أيضًا تؤدي في النهاية لقتله للأسف وهي: أن عظام الأرجل لديه خفيفة بعض الشيء وهي مكان معرض للإصابة بشكل متكرر. على الرغم من أنها تولد طاقة هائلة إلا أنها خفيفة في الوزن.

وتتكون ساق الحصان من ثمانين عظمة في حين أن عدد العظام في جسمه ككل هو مائتين وخمسين عظمة، لذلك عندما تكسر ساق الحصان أو الجزء السفلي منها فإنه لا يكون كسرًا عاديًا وإنما تنشطر هذه العظام بالكامل مما يجعل التئامها شيئًا صعبًا للغاية.

قتل الحصان بسبب كسور الساق وتأثيرها على دورته الدموية

لحوافر الحصان دور كبير في سريان الدورة الدموية، ولذلك إن لم يكن الحصان قادرًا على الحركة فإن الدورة الدموية لا تنتعش في ساقه، مما يؤدي لعدم انتعاشها في مختلف أنحاء جسمه، وفي حين أن وزن الحصان قد يصل إلى ألف كيلو جرام، فإن كل هذا الوزن هو محمول في النهاية على الأرجل الأربعة.

وعندما يحدث كسر في إحدى هذه الأرجل تتحمل بقية الأرجل هذه الأوزان الثقيلة، مما يؤدي إلى ضعفها وحدوث بعض الالتهابات في الغضاريف والمفاصل الموجودة فيها.

قتل الحصان وإنهاء حياته

قد يكون الأمر صعبًا أيضا لأننا لا نستطيع أن نبقي الحصان في وضع السكون، فالحصان والخيول لا تستطيع أن تبقى ساكنة لفترة طويلة و إنما هي تحب الحركة والتجوال في معظم الأوقات، ولا يمكنها أن تتخلى أبدًا عن القفز والرفس ولكي تلتئم الكسور بشكلٍ جيد يتعين أن يحظى الحصان ببعض الراحة أو أن تسكن عظامه لفترة من الوقت ولن نستطيع إجباره على ذلك لمدة طويلة.

بالإضافة إلى ذلك فإن الوزن الهائل للحصان سيؤدي إلى العديد من المشاكل إن بقي مستريحًا على الأرض لفترة طويلة.. فقد تحدث بعض القرح التي تحتاج إلى معالجتها أيضًا مما يؤثر على الحالة النفسية للحصان، لأن الوضع الساكن ليس من طبيعته وإنما هو محب دائم للعدو. و لذلك فإن تقييده في وضعية السكون ستؤثر سلبًا على حالته النفسية.

أضف إلى ذلك أن التكاليف التي سيتم إنفاقها على معالجة ساق الحصان المكسورة ستكون باهظة جدًا، لذلك إن لم يكن الحصان من الأحصنة ذات السعر المرتفع، فإن مالكه يميل إلى عدم إنفاق هذه التكاليف الهائلة على علاجه لأن نسبة شفاءه ضعيفة، ولذلك في أغلب الأحيان يختار مالك الحصان أن يتم قتل الحصان ليريحه من الآلام في ساقه، بالإضافة إلى تجنبه الآلام النفسية التي ستصيبه أثناء فترة العلاج.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar