سيرج بيرديغو يعتبر المطالبة بنزع جنسية اليهود المغاربة انزياحا أخلاقيا

عبرت شخصيات يهودية مغربية عن معارضتها الشديدة لمقترح القانون القاضي بنزع جنسية اليهود المغاربة الذين يقطنون بالمستوطنات الإسرائيلية.

 

وهاجم سيرج بيرديغو، الكاتب العام لمجلس الجالية اليهودية بالمغرب، مقترح القانون، الذي يعتزم فريق الأصالة والمعاصرة وضعه أمام أنظار البرلمان، هذا القانون الذي يهدف إلى نزع الجنسية عن اليهود المغاربة المقيمين بالمستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية.

وقال سيرج بيرديغو، في تصريح للنسخة الفرنسية لتيل كيل، إن هذه القضية تدخل في إطار المزايدات. وبصفته أيضا رئيسا لمجلس الجالية اليهودية بالدار البيضاء، حيث يعيش أكثر من ألفي يهودي، اعتبر برديغو مقترح القانون بمثابة انزياح أخلاقي. وتساءل عن الطريقة التي سيعرف بها المشرع المغربي من يسكن بإسرائيل؟ وبأي طريقة سيتمكن من تحقيق ذلك؟. 

واعتبر بيرديغو، الذي شغل منصب وزير السياحة في وقت سابق، أن هذا المقترح غير عملي، ويستحيل تنفيذه محذرا من أن يخلق أزمة دستورية.

في الواقع الدستور المغربي لا ينص على نزع الجنسية، التي يتم اكتسابها برابطة الدم وليس رابطة الأرض أو الولادة، وبالتالي من أجل نزع الجنسية عن مغاربة إسرائيل ينبغي تعديل الظهير الشريف الصادر سنة 1958 والمعدل سنة 2007 حيث تمت إضافة بند بموجبه يتم منح الأطفال من زواج مختلط الجنسية المغربية.

وينص الفصل 19 من القانون المذكور على نزع الجنسية من أي مغربي يحتل مهمة في جيش أجنبي إذا كانت هذه المهمة ضد المصلحة الوطنية. ويبدو أن الأصالة والمعاصرة في اعتماده على هذا الفصل سيكون قد خرق كل منطق.

وبهذا الخصوص قالت الكاتبة المغربية اليهودية نيكول لغريسي، على صفحتها بالفيسبوك” “إن الجنسية المغربية لا تسقط نهائيا”، وتوجهت إلى زعيم البام قائلة “نحن لسنا في 67. إنهم مغاربة من صنفكم من شككوا في انتماء اليهود لهذه الأرض الطيبة”. ومن جهته هاجم سيمون سكيرة، رئيس فيدرالية اليهود المغاربة بفرنسا، هذا المقترح الصادر عن مناضلين كبار لقضايا كبرى في مكان آخر. مؤكدا أن القرارات الحماسية لها دائما نتائج كارثية.

أما سيرج بيرديغو، فكان صريحا عندما قال إنه منذ ثلاثين سنة وهو يربط علاقات حميمة مع أغلب الزعماء الفلسطينيين، ويعرف أن هذه ليست وجهة نظرهم، وأن ما يحركهم هو إقامة دولة فلسطينية تضمن كرامتهم وتضع حدا للمجازر المرتكبة.

ويذكر أن هذه القضية بدأت أثناء زيارة خالد مشعل، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، للمغرب بدعوة من حزب العدالة والتنمية، حيث قال إنه يزور المغرب بموافقة جلالة الملك، حينها التقى إلياس العماري، أمين عام البام، الذي وعده بالدفاع عن هذا القانون وهو وعد لم يكن يتوقعه مشعل نهائيا.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar