النظام الجزائري يغض الطرف عن نشاط مسؤول إيراني ينشر التشيع

 يثير نشاط وتحركات الملحق الثقافي بالسفارة الإيرانية في الجزائر أمير موسوي الكثير من التساؤلات حول تنقلاته المستمرة إلى الكثير من الزوايا ودور الصوفية في مختلف محافظات الجمهورية ومساعيه لفتح قنوات اتصال مع رموزها وشيوخها تحت يافطة الحوار بين المذاهب.

 وتأتي تحركاته المكثفة فيما تشير المصادر إلى أن أنصار المذهب الشيعي في الجزائر يتجهون إلى الجهر التدريجي بمذهبهم، والكشف شيئا فشيئا عن ممارساتهم في صورة تتحدى جهود الحكومة للحفاظ على استقرار المؤسسات الدينية ودور العبادة وتأمين الجبهة الدينية.

 ورغم مساعي تثبيت وحماية الهوية السنّية المالكية والمرجعية الصوفية للمجتمع الجزائري، إلا أن عدوى التشيع باتت مصدر قلق حقيقي في الجزائر جراء تنامي نشاط وحركة المذاهب الدخيلة.

وسبق للسلطات الجزائرية أن هوّنت مما يروج حول انتشار التشيع فيها، مؤكدة تصديها لكل ما من شأنه أن يمس بالدين والعقيدة. وقد استقبل الشارع الجزائري باستغراب كبير ما يتم تداوله عبر شبكات التواصل الاجتماعي من نصوص وصور لمعتنقي المذهب الشيعي وحركة الحج والزيارات المتنامية في المدة الأخيرة نحو المزارات ومراكز المذهب في مدن عراقية وإيرانية لتتأكد بذلك مساعي إيران لتصدير التشيع إلى الجزائر وعموم إفريقيا.

 وفيما تناقلت شبكات التواصل الاجتماعي صورا لجزائريين برايات الجزائر في فعاليات إحياء أربعينية الحسين في كربلاء العراقية وصور للمندوب الثقافي أمير موسوي في بلدة سيدي عيسى بمحافظة المسيلة ( 200 كلم جنوبي العاصمة)، في زاوية صوفية بالمنطقة، تستمر محاكمة خلية من معتنقي المذهب الأحمدي بمحافظة سكيكدة ( 300 كلم شرقي العاصمة) بتهمة جمع أموال بدون ترخيص وتشكيل تنظيم سري يمس بالاستقرار الاجتماعي.

 وتحدثت المصادر عن تنامي الخلايا الشيعية في مختلف المدن فإن بعضها منها شرع في الجهر بممارساته وطقوسه الدينية بعدما كانت تجري في سرية تامة.

 كما تحدثت تلك المصادر عن شبكات تقوم بتسفير معتنقي المذهب إلى المراكز والمزارات الشيعية في كل من إيران والعراق، فضلا عن تكوين مركز جهوي لشيعة شمال افريقيا يقع مركزه في تونس.

 وتبدي الحكومة الجزائرية تخبطا في التعاطي مع الغزو المذهبي ومخاطر الطائفية الدينية، فخطابها المتداول لحد الآن حول ما تسميه بـ “الأم الفكري” و”التأمين الديني”، لم يجد نفعا لحد الآن، أمام التغلغل المريب للتشيع والأحمدية والوهابية وحتى الإباضية.

 وصعّد أنصار المذهب الإباضي المنتشر بقوة في منطقة غرداية ( 600 كلم جنوبي العاصمة)، ويمتد إلى بعض المدن في الشمال، من وتيرة تأسيس الجمعيات والمؤسسات غير الربحية المهتمة بتفعيل مبادئ التربية والتنشئة والتعليم وفق مبادئ وتعاليم المذهب.

 وكانت غرداية في السنوات القليلة الماضية مسرحا لمواجهات عنيفة بين الاباضيين والعرب السنّة وتدخلت قوات الأمن الجزائرية مرارا وبقوة للحيلولة دون اتساع رقعة المواجهات والتي يعتقد أن أسبابها مذهبية.

 وقال قاضي بالعاصمة الجزائرية إن مكتبه استقبل خلال الأشهر الأخيرة العديد من الطلبات والملفات لتأسيس جمعيات ومؤسسات غير ربحية، تهتم بالشأن التربوي والبيداغوجي والتعليمي من طرف منتسبين إلى المذهب الإباضي، بغرض تفعيل وحماية معتنقيه من اشتداد المعارك المذهبية غير المعلنة.

 ويعتقد أن هناك جهات مختصة في بغداد وطهران تدير عملية تصدير المذهب الشيعي الى المنطقة، رغم ما أثاره الأمر في أشهر سابقة من حساسية دبلوماسية بعدما أعلنت السفارة العراقية لدى الجزائر منذ أشهر، عن فتح أبواب السياحة الدينية أمام الجزائريين ودعوة السفير العراقي حامد محمد الحسين إلى تحويل مسألة التأشيرات من وزارة الخارجية إلى وزارة الثقافة في بلده.

 ويرى خبراء أن منظري تصدير المذهب الشيعي خارج قلاعه، يوظفون العديد من الأوراق الحساسة على غرار التقارب السياسي والدبلوماسي بين سلطات البلدين في طهران والجزائر، فضلا عن إحياء الموروث الثقافي والتراثي في منطقة شمال افريقيا والجزائر تحديدا، لتجديد العلاقة بين التاريخ ومساعي الحاضر، باعتبار المنطقة كانت تحت الامتداد الشيعي إبان حقبة الحكم الفاطمي.

 

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar