عندما شارك المغرب أول مرة في المونديال لم تكن هناك دولة اسمها الإمارات على وجه الأرض

الإمارات العربية المتحدة من بين الدول التي صوتت لصالح الملف الأمريكي لاحتضان كأس العالم. لم نكن نعرف أنها بهذه الرعونة التي تجعلها مسلوبة الإرادة وتصوت ضد “موروكو 2026”. فعمرها أقل من الحلم المغربي باحتضان كأس العالم، وعندما شارك المغرب في المونديال سنة 1972 لم تكن الإمارات موجودة كدولة، وكان المغرب هو من يشرف على ميلادها، ويكتب وثائقها.

 

العلاقات التي ربطت الشيخ زايد رحمه الله بجلالة المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني دفعت بهذا الأخير بإرسال بعثات أمنية وعسكرية أشرفت على طلائع الجيش الإماراتي والأمن الوطني، وما زال الأمنيون المغاربة لحد اليوم من أكبر المدربين والمشرفين على هذا القطاع بهذه الدولة الناشئة.

 

فلماذا كل هذا الانقلاب غير المبرر؟ هل هو غيرة من دولة ذات امتداد تاريخي؟ هل هو حقد على المغرب الذي عاد بقوة إلى إفريقيا؟

 

الشيء الذي لا ينبغي التشكيك فيه هو أن تصويت الإمارات السلبي ضد المغرب له امتداد في السياسة وليس وليد تقديرات تقنية كما يحاول البعض أن يوحي بذلك، فهذه الدولة التي تزعم أنها حليفة للمغرب ظهرت أنها كانت توزع الأحلام حتى يستمر الدعم المغربي لهم من خلال المشاركة في التحالف العربي الذي دخل منعطفا خطيرا، ولكن حقيقة الأمر أن دول الخليج يزعجها نفوذ المغرب في عدد من المناطق.

 

يظن عرب الخليج أن النفوذ ناتج عن الثروة والوفرة المالية، وهذه من أكبر أخطائهم، فالنفوذ حصيلة الاقتدار الذي لا يتوفرون عليه، بحكم كونهم صناعة معينة لأداء وظيفة لا يحيدون عنها.

 

من حق الإمارات وغيرها أن تصوت على من تشاء من دول العالم، لكن الموضوعية تقتضي الوضوح والمكاشفة لا الخيانة والغدر، وهي شيم العبيد وليس السادة ناهيك عن أصحاب السيادة التي ضاعت منذ زمن بعيد في هذا الجزء من جغرافيا العرب، وهذا يدفع المغرب في مقبل الأيام إلى اتخاذ مسافات مع هذه البلدان ليس من موقع العداء كما يفعلون ولكن من موقع المصلحة العامة والتوجه جنوبا نحو إفريقيا بلد علاقات لم تجلب لنا غير وجع الرأس.

 

فالمغرب لا يعنيه تصويت الإمارات وهي التي كانت في العدم عندما تناقلت وسائل الإعلام الدولية فروسية أبطال المغرب في كرة القدم ولم يكن هؤلاء يعرفون معنى كرة القدم وكانت لديهم لعبة تسمى عندنا في البادية ب”شيرة”. فعندما شارك المغرب أول مرة في المونديال لم تكن هناك دولة اسمها الإمارات على وجه الارض.

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar