أية مهمة جهادية تقوم بها خديجة الرياضي لدى العدل والإحسان؟

استضاف قادة العدل والإحسان، في المقر العام للجماعة، خديجة الرياضي، الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمناضلة في حزب النهج الديمقراطي وريث منظمة إلى الأمام الماركسية اللينينية، وفضل محمد عبادي، الأمين العام للجماعة، أن يحييها من بعيد دون مصافحة خوفا على وضوئه، وذلك في إطار فعاليات الذكرى السادسة لرحيل عبد السلام ياسين، مرشد الجماعة حيا وميتا.

بين العدل والإحسان والنهج الديمقراطي خصوصا واليسار عموما تناقضات صارخة، ومسافة القرب بينهما هي المسافة بين السماء والأرض، فالجماعة تسعى لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، حيث سيكون اليسار حطبها بعد نصب المشانق وفتح المعتقلات السرية، بينما اليسار يناضل من أجل دولة علمانية لن يكون للدين دور فيها، وبالتالي الجمع بين النقيضين غير مفهوم بتاتا.

ما الذي أوقع هذا على ذاك بعد عقدين من الصراع الدموي داخل الجامعة؟ من باع دماء شهداء اليسار من أجل مصلحة آنية؟ إلى حدود الأمس القريب كانت خديجة الرياضي ومن معها من اليساريين يطالبون بمحاكمة قتلة أيت الجيد بنعيسى، وكان آخر مرة ذكروا فيها الموضوع هي مارس الماضي بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرون لمقتله. وصدر بيان ناري عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، لكن اليوم نسمع خطابا آخر، بحيث أصبحت محاكمة حامي الدين، استهداف لحقوق الإنسان وللتيار الذي يمثله، رغم أن هذا التيار يتمتع بخيرات الحكومة ومنافعها.

لا يهم خديجة الرياضي دماء الشهداء، لأنها اختارت طريقا جديدا هو وضع يدها في يد من كان بالأمس يوغل قتلا في رفاقها، فقط لأنه يرفع شعارات راديكالية وضد مؤسسات الدولة، بغض النظر عن التناقض الجوهري على مستوى الرؤية للعالم والحياة والدولة والسياسة.

ما يجمع خديجة الرياضي والنهج الديمقراطي وبعض موتوري اليسار مع العدل والإحسان هو الحقد على مؤسسات الدولة، فأصبحنا اليوم أمام إيديولوجية الحقد كمحدد رئيسي للتحالفات السياسية، دون أن يكون هناك الحد الأدنى للقاء بين طرفين، حيث لا رابط بين جماعة دينية يقول مؤسسها عن اليسار بأنه تجمعات للكفر والردة، وبين مجموعة يسارية في الحد الأدنى تحترم تدين المغاربة وإلا فإنها تتبنى إيديولوجية لا دينية.

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar