ترجمة “إعلان مراكش” حول حقوق الأقليات الدينية بدعم الكنيسة الألمانية

قدم كل من المجلس الأعلى للمسلمين والكنيسة البروتستانتية بألمانيا ترجمة إلى اللغة الألمانية ل” إعلان مراكش” المتعلق بالحفاظ على حقوق الأقليات الدينية في المجتمعات المسلمة.

جاء ذلك، في لقاء نظمه المجلس الأعلى للمسلمين بشراكة مع الكنيسة البروتستانتية مؤخرا بالمركز الكنائسي بمدينة فرانكفورت (غرب) بحضور عدد هام من الشخصيات، من سياسيين وباحثين ومثقفين وممثلين لمؤسسات دينية في ألمانيا ، وذلك بهدف التعريف أكثر بهذه الوثيقة.

وقد صدر “إعلان مراكش” في ختام أشغال مؤتمر احتضنته المدينة الحمراء في يناير 2016 حول حقوق الأقليات الدينية في العالم الاسلامي نظمته، تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومنتدى تعزيز السلم بالمجتمعات الإسلامية (الإمارات العربية المتحدة).

وأكد ” إعلان مراكش ” على ضرورة تأسيس تيار مجتمعي عريض لإنصاف الأقليات الدينية في المجتمعات المسلمة ونشر الوعي بحقوقها.

وأشاد القنصل العام للمملكة المغربية بفرانكفورت محمد أشكالو في كلمته بهذه المبادرة معتبرا أن ترجمة “إعلان مراكش ” يكتسي أهمية قصوى في الظرفية الحالية وفي ظل النقاش العمومي الذي تعرفه ألمانيا حول المجال الديني.

واعتبر أيضا أن هذه المبادرة من شأنها أن تساهم في توسيع دائرة التعريف بالإعلان وأهدافه ورسائله لدى الباحثين والمهتمين الناطقين باللغة الألمانية ولدى شريحة لوسائل الاعلام مشيرا إلى أن هذه الوثيقة التاريخية ، تأكيد على روح وقيم التسامح التي يتميز بها النموذج المغربي.

وذكر في نفس الوقت بالاطار المرجعي للحقوق الدينية في المغرب انطلاقا من الدين الاسلامي السمح ومؤسسة إمارة المؤمنين. من جهته سلط سفير دولة الامارات العربية المتحدة ببرلين ، الضوء في مداخلته على القيم النبيلة التي تجمع كافة المسلمين مستحضرا الجهود التي قامت بها بلاده في مجال تكريس قيم التعايش والتسامح بين الأديان.

أما ممثل الكنيسة البروتستانتية ديتلف كوريك ورئيس المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا أيمن مزيك ، فقد أكدا في مداخلتيهما على أهمية “بيان مراكش” كخريطة طريق لدعم السلم والحفاظ على حقوق الأقليات الدينية.

وقدم عبد المالك هيباوي استاذ الدراسات الإسلامية بجامعة توبينكن الألمانية ، وهو من أصل مغربي، عرضا بعنوان “الإسلام و أخلاقيات التعددية”، أبرز فيه مدى احترام الاسلام للاديان السماوية الأخرى وتقديره لها وعدم سماحه للانتقاص منها حتى وان اختلف معها.

وأكد أن ثقافة التعايش قيمة متجذرة في الدين الاسلامي مستشهدا في هذا الصدد بصور فوتوغرافية تؤكد عيش الأقليات غير المسلمة في بلدان اسلامية من خلال عدد من دور العبادة المسيحية واليهودية المتواجدة بها مبرزا كنموذج لذلك المملكة المغربية .

وقال عبد الصمد اليزيدي الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا في تصريح صحفي، إن الهدف من المبادرة يروم أساسا إطلاع الرأي العام الألماني على مضامين هذا الاعلان التاريخي وعلى مدى سماحة الاسلام عكس ما يروج له في بعض وسائل الاعلام الالمانية بأنه “دين عنف “.

وأضاف اليزيدي أن اللقاء شكل محطة هامة وإيجابية بفضل التجاوب بين المشاركين في حوار مفتوح ، مشيرا إلى إبراز ريادة المغرب في مجال التسامح والتعايش وحوار الاديان.

 

 

من جانبه أكد أندرياس هيرمان مسؤول الحوار والتواصل مع المسلمين في الكنيسة البروتستانتية بولاية هيسن والشريك في هذه المبادرة ، في تصريح مماثل، أن المبادرة تروم بالأساس تقريب سماحة الإسلام وقيمه الأخلاقية في التعامل مع الغير للرأي العام الألماني.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar