ظهر في وضع صحي متدهور.. تبون يعترف بفساد نظامه ويصف نفسه بواحد من العصابة

 كعادته خرج الرئيس الجزائري “الدمية” عبد المجيد تبون، في مقابلة صحفية كلها كذب و إفتراء، و محاولات مفضوحة للتغطية على حصيلة الإنتكاسات المتتالية لنظامه العسكري على الصعيدين الدبلوماسي و الداخلي، من خلال الإدلاء بمجموعة من التصريحات العشوائية التي تعكس مدى التخبط و الإنحطاط الذي آلت إليه” الطغمة العسكرية” لقصر المرادية.

التصريح الذي قام “تبون” من خلاله بجرد لمجموعة من الاكاذيب و التناقضات، التي أقل ما يمكن القول في وصفها ب”المتناقضة و العشوائية” لما تحمله من مضامين زائفة، مليئة بالمعلومات التي تؤكد بحكم الواقع أنها ليست صالحة حتى للإستهلاك الإعلامي.

تبون الذي يستحق جائزة أكبر كذاب في التاريخ، فعلى الصعيد الداخلي، قال بأن الجزائر تعيش وضعية مريحة فيما يتعلق بإحتياطي الحبوب، و المنتوجات الزراعية و أن لديها احتياطي كاف لمدة ثمانية أشهر، إلى جانب أن الجزائر على أبواب موسم الحصاد، و هو ما تفنده مشاهد الطوابير التي تحولت بفعل تفاقم الازمة المزمنة لندرة مواد السميد و الزيت و الحليب و اللحوم، إلى طقوس يومية إجبارية، للمواطنين الجزائريين، و لعل الحقيقة هي تلك التي تضمنتها رسالة تبون الشهيرة لكاتب الدولة الأمريكي في الخارجية، التي إعترف من خلالها بأزمة الفلاحة و المواشي، و مدى تأثيرها على الإستهلاك الداخلي، لدرجة أن الدولة الجزائرية تستورد مسحوق الحليب و تمزجه بالماء، و تقوم بتسويقه للمواطنين الجزائريين.

و في سياق الازمات الداخلية للجزائر قال تبون أن 160 مطحنة تتلقى الدعم من طرف الدولة، غير أنها لا تقوم بعملها بالشكل المطلوب وتبيع القمح لمربي المواشي، و هو ما يعد إعترافا صريحا منه بمدى تغلغل الفساد في دواليب الإقتصاد الجزائري، خصوصا و أن جميع هاته المطاحن تعود ملكيتها في الأصل لأبناء و أقارب مسؤولين حكوميين.

و أضاف تبون ان وضعية ملاعب كرة القدم تحسنت بشكل كبير بعد إحالة مسؤولية إصلاحها إلى وزارة الإسكان، و هو الخبر الذي تداوله رواد منصات التواصل الاجتماعي بسخرية كبيرة مستحضرين مقولة تبون السابقة بأن الجزائر قادرة على تنظيم كأسين للعالم في وقت واحد وليس فقط كأسا واحدة، في إشارة منهم إلى أن ملاعب الجزائر المعدودة على رؤوس الاصابع لا تصلح حتى لتربية الماشية فكيف بالأحرى لإحتضان مباريات دولية.

أما على الصعيد الدولي فتصريحات تبون بخصوص عدد من القضايا الإقليمية و الدولية تعكس مدى بلادة نظامه العسكري، الذي يبدو أن عقارب ساعته توقفت عند حقبة “بوخروبة” إذ أنه أبى إلا أن يكرر أسطوانة سابقيه المشروخة، و هرطقات جنون عظمة وهمية لا توجد سوى في مخيلة “كابرانات فرنسا” ، من قبيل أن للجزائر دورا محوريا في عدة قضايا بالمنطقة و أن هذا الدور عاد من جديد. لكن تبون عاد ليصفع نفسه بيده في نفس التصريح، إذ قال بأنه لا يوجد مؤتمر دولي لليبيا بالجزائر وهو طلب الأشقاء الليبين، فكيف أن يكون للجزائر دورا إقليميا و وزنا دبلوماسيا و هي تقف عاجزة حتى عن إحتضان إجتماع لدعم الإستقرار في جارتها ليبيا،

و في نفس السياق قال تبون زاعما ان الجزائر لن تتخلى عن فلسطين، و ان هذه القضية تعد من الثوابت الجزائرية منذ عهد الرئيس هواري بومدين نظرا لقدسية المكان، لكن تبون تناسى عمدا إنسحاب وفد بلاده برئاسة العمامرة قبل يوم، من إجتماع عمان، و خروجها عن الصف العربي و مجهودات دعم فلسطين، لا لشيء سوى أن الدول العربية إعترفت بمجهودات جلالة الملك محمد السادس نصره الله على رأس لجنة القدس في دعم صمود المقدسيين، و رفض الأشقاء العرب تضمين البيان الختامي أية إشارة لمجهودات تبون الزائفة. فجاء انسحاب وفد الكابرانات ليؤكد أن كل مايهم الجزائر في قضية فلسطين هو الإتجار بالقضية و توظيف معاناة المقدسيين كعلامة تجارية للبيزنيس “كلاس” الديبلوماسي و البروباغاندا الاعلامية.

أما على الصعيد الإقليمي فما قاله تبون لا يمكن لعاقل أن يتخيله، إذ أن رئيس الجزائر التي تدعي أنها دولة مسلمة عربية، تقوم في نفس الوقت بإستنكار دعم دولة اوروبية للوحدة الترابية لدولة مسلمة، و هو ما يفضح حقيقة النظام الجزائري الخبيث الذي يعمل مثل السرطان على شَرذمة و تفتيت لحمة الدول العربية، فقد إستنكر تبون دعم إسبانيا لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كحل لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، إذ قال بأن ما قامت به اسبانيا غير مقبول اخلاقيا وتاريخيا والقرار ليس من يقبل هذا الحل أو ذاك.

لكن تبون عاد في نفس الوقت ليقول، أن للجزائر علاقات طيبة مع اسبانيا و أنها أي الجزائر ستضمن حاجيات مدريد من الغاز الطبيعي “كيفما كانت الظروف” ، و هو ما يعكس تقزم الوزن الديبلوماسي للجزائر التي فشلت حتى بورقة الغاز في الضغط على إسبانيا لمواصلة دعم مرتزقة البوليساريو، كما ان هذه العبارة التي تفوه بها تبون تعكس حقيقة فقدان الجزائر لحصتها من سوق الغاز بإسبانيا و بالتالي حرمان النظام العسكري بالجزائر من جزء مهم من المداخيل المالية، و من ورقة لطالما استخدمها للكابرانات للمساس بالوحدة الترابية للمملكة المغربية.

وقال تبون ان الدولة كانت تعيش فسادا مستفحلا، وان الوزراء الحاليين ليسوا من العصابة وهو يشير الى حكومات سابقة برئاسة المقبور عبد العزيز بوتفليقة التي شارك فيها تبون نفسه، بالعديد من الحقائب الوزارية وهو عنصر من عناصر العصابة على حد قوله.

وظهر تبون في وضع صحي صعب جدا حيث كان بالكاد يتلقف أنفاسه، وقد زاد وزنه بشكل ملفت، واصبح بطنه منتفخا، مما يرجح إصابته بمرض يلزمه الفراش والادوية و هو ما يؤكد التسريبات حول خطورة حالته الصحية ومرضه المزمن.

تبون الذي إلتقطته عدسات الكاميرا بوجه شاحب متجهم، تخيم على ملامحه ظلال الإحباط و الإنكسار و التيه، لتؤكد ما تضمنته تصريحاته العشوائية من تناقضات صارخة و مزاعم مفضوحة، لما كان لها من وقع السخرية و الإستهجان من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين لم يفوتوا الفرصة للتنمر على تبون الجزائر، لتبقى خلاصة مضامين اللقاء الصحفي “التافه” الذي نشطه تبون، هي أن سكان قصر المرادية يعيشون في أزمنة غابرة، في توقف تام عن الإدراك “الزمكاني” و عن سيرورة النظام الدولي للقرن 21 مما يجعل كل من شاهد هذه المهزلة بان يصنفها ضمن خانة الكوميديا السوداء، أكثر منها كمقابلة متلفزة لرئيس دولة تدعي أنها قوة ضاربة.

تقرير : إسماعيل واحي

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar