الصحراء المغربية..على الجزائر مراجعة نفسها بدل التمادي في غيها

تتواصل ردود الفعل الإيجابية بخصوص موقف اسبانيا الداعم لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، وكذا الانتقادات الموجهة لنظام العسكر الجزائري، بسبب مواقفه الغريبة التي أضحت مثار تهكم وسخرية من المنتظم الدولي.

ففي الوقت الذي تدعي فيه الجزائر الحياد في هذا النزاع المفتعل، تواصل التصرف على ارض الواقع في تناقض فاضح مع ما تدعيه، حيث أنها تأوي مرتزقة البوليساريو على أرضها وتدعمهم ماليا ولوجيستيكيا وتدافع عن الأطروحة الانفصالية المشروخة في كل المحافل الدولية، لدرجة أصبحت الصحراء المغربية هي الشغل الشاغل لدبلوماسية العسكر، كما لو أنها “قضية وطنية ومصيرية” بالنسبة للشعب الجزائري الذي أضحى رهينة في أيادي عصابة لا يهمها سوى المحافظة على مصالحها، وصار مجبرا على الوقوف في طوابير طويلة يوميا للظفر بكيس حليب او قنينة زيت او كيلوغرام من السميد…، في بلاد تعتبر من اكبر المنتجين للغاز والنفط…

وفي هذا الإطار، قال الكاتب الصحفي اللبناني خير الله خيرالله، في مقال نشرته جريدة “العرب” اللندنية، اليوم الأربعاء، تحت عنوان ” العالم تغير. هل يتغير النظام الجزائري؟”، إن على الجزائر أخذ الجانب المضيء الذي طرأ على الموقف الإسباني والانضمام إلى موقف مدريد من الصحراء المغربي ة بدل الاعتراض عليه.

وأضاف الكاتب: “كان أجدر بالرئيس الجزائري الإعتراف بأن على بلاده نفسها التخلي عن أوهام عانت منها طويلا، كما عانى منها الصحراويون الذين تحتجزهم السلطات الجزائرية في مخيمات البؤس في تندوف”.

وأبرز خير الله خيرالله أنه “كان يفترض به الدفاع في اتجاه العيش الكريم لهؤلاء على غرار عيش الصحراويين بكرامة، مثلهم مثل أي مواطن مغربي، في الأقاليم الصحراوية داخل المملكة المغربي ة”.

 وذكر خير الله خير الله أن المواطنين في الأقاليم الصحراوية المغربية “يعيشون وهم يحظون بكل الاحترام الذي يحظى به المواطن المغربي في بلده، بعيدا عن شبح الإستغلال والإحتقار والبؤس وتجنيد الأطفال على حمل السلاح واستخدامه كما يحصل في مخيمات تندوف”.

وقال خير الله خيرالله إن الموقف الأخير لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز من القضية الصحراوية غير كل شيء، مضيفا أن على الجزائر مراجعة نفسها بدل التمادي في رفض الإعتراف بأنها الطرف الأساسي في نزاع الصحراء وأن لا وجود لشيء اسمه جبهة “بوليساريو” وأن كل ما في الأمر أنها تشن منذ العام 1975، أي منذ استعادة المغرب أقاليمه الصحراوية، حرب استنزاف عليه.

وسجل أن الجزائر عندما أوقفت مرور الغاز إلى إسبانيا عبر الخط الذي يمر في الأراضي المغربية، غاب عن بالها انها جنت على نفسها أولا ولم تعاقب المغرب الذي عرف كيف يتدبر أموره.

وكتب في هذا الصدد أن “السلطات هناك كشفت أن الجزائر من نوع الدول الذي لا يمكن الإعتماد عليه في عالم يفترض أن يسود فيه القانون وليس التذرع بالقانون لتحقيق مآرب ذات طابع خاص”، موضحا أن “المشكلة ليست في الجزائر نفسها بمقدار ما أنها في نظام لا يدرك معنى التلاعب بإمدادات الغاز في هذا العالم الذي تمر فيه أوروبا في مرحلة انتقالية”.

وخلص كاتب المقال إلى أن إسبانيا “وفرت، عندما اعتمدت الموقف الصائب والمنطقي من قضية الصحراء، فرصة كي يتصالح النظام الجزائري مع المنطق ويظهر أخيرا ان المتاجرة بالشعارات لا تفيد وأن من الأفضل له التصالح أولا مع الشعب الجزائري بدل اعتماد سياسة الهرب إلى خارج حدود الجزائر تفاديا لمثل هذه المصالحة مع الجزائريين”.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar