الأسماك.. وفرة في العرض وأسعار ملتهبة لا تشجع المستهلك على اقتنائها

بالرغم من وفرة العرض في الأسماك، إلا أن المواطن لا يقبل عليها في هذا الشهر الفضيل، نظرا لارتفاع أسعارها بشكل كبير.

ففي جولة استطلاعية خلال شهر رمضان لعدد من أسواق بيع الأسماك والمصائد، ومرسى المحمدية، وكذا التواصل مع ممتهني الخدمات والمهن ذات الصلة، تم الوقوف على مدى تراجع الإقبال على الأسماك التي منها ما تضاعف سعرها بشكل ملفت للنظر بما فيها سمك السردين، الذي جاوز ثمنه في بعض الأحيان 20 درهما للكيلوغرام الواحد بعدما كان لا يتعدى 5 دراهم.

ففي جولة قادتها دوزيم في أسواق الدار البيضاء ومرسى المحمدية، صرح لها مجموعة من الأشخاص أن الإقبال على الأسماك هذه السنة ضعيف مقارنة مع ما قبل الجائحة.

وأوضحت أن الجائحة بعدما عصفت رياحها بهذا القطاع جاءت الأسعار المتصاعدة لتزيد الطين بلة، حيث أن تردادها على السوق قل بسبب الزيادات التي طالت مختلف المواد الأولية التي تحضر بها مأكولاتها المحشوة بمختلف أنواع السمك وخاصة منها القرديس أو الجمبري الوردي “الكروفيت” والحبار “الكلامار”.

وفي حسرة منه على الأيام الخالية، أشار نور الدين، وهو بائع اسماك بالتقسيط بمرسى المحمدية، في تصريح لدوزيم، إلى أن الكمية التي اعتاد على بيعها من الأسماك بدأت تتراجع لقلة الإقبال من طرف المتبضعين الذين يشكون من ضعف القدرة الشرائية، مما يضطره في بعض الأحيان الى التعامل مع زبائنه الأوفياء بتأجيل التسديد عن مقتنياتهم من الأسماك، متحاشيا بذلك إصابتها بالكساد والتلف.

وأضاف أن هذا الوضع أفزرته عدة عوامل في مقدمتها غلاء المعيشة خاصة بالنسبة لمحدودي الدخل الذين أصبحت مقتنياتهم تقتصر في غالب الأحيان على سمك السردين الذي لم يسلم هو الآخر من ارتفاع الثمن، ناهيك عن زبنائه المعتادين من أصحاب الوجبات الخفيفة والمطاعم والمقاهي ممن أخلفوا الموعد بدورهم متأثرين من الإقبال المتدني على مأكولاتهم السمكية.

وبإحدى المصائد التقليدية على مستوى منطقة المنصورية بإقليم بنسليمان، أكد عدد ممن اتخذوا من الصيد بالقصبة هوايتهم المفضلة أن ارتفاع الأثمان لم يستثنيهم سواء من حيث الطعم المقدم للأسماك ذات نوعية معينة أو معدات الصيد أو مصاريف النقل التي اعتادوا تغطيتها ببيع نصيب من الأسماك التي يصطادونها، مؤكدين أن ما يدفعهم لمواصلة رحلة الصيد هو الشغف لمعانقة أمواج البحر وتوفير نصيب لسد الرمق.

وهذا ما أكدته عدد من النسوة اللواتي اعتدن على جلب بلح البحر “بوزروك” كمورد رزق لهم إذ لازالت عاكفات على ما يجود به البحر عليهم من هذا البلح الذي يستدعي القيام الباكر من أجل النبش في الصخور قبل أن تجتاحها وتغمرها الأمواج، وذلك رغبة في توفير ما يكفي لتغطية الحاجيات اليومية، غير ان هذه المعانات – على حد قولهن – تبقى دون مقابل من لدن المرتادين عليهن على طول الطريق الساحلية الرابطة بين المحمدية وبوزنيقة.

وعلى اثر ذلك، تبقى أمنيات هؤلاء الأشخاص عموما حبيسة الرغبة في عودة الأحوال لطبيعتها راجين من العلي القدير أن ينجلي وباء الفيروس بشكل نهائي وأن تعود الأثمان إلى مستواها المعقول خاصة بالنسبة لبلد كالمغرب المطل على واجهتين بحريتين مترامية الأطراف تمتد على مسافة 3500 كلم.

وللتذكير فإن قيمة المنتجات المفرغة من الصيد الساحلي والتقليدي التي تم تسويقها خلال الثمانية أشهر الأولى من سنة 2021 شهدت -بحسب المكتب الوطني للصيد – ارتفاعا بنسبة 34 في المائة، مسجلة نحو 5,99 مليار درهم.

وأوضح المكتب، في مذكرته حول إحصائيات الصيد الساحلي والتقليدي بالمغرب برسم شهر غشت 2021، أن وزن هذه الكميات المفرغة بلغ 708 ألف و384 طنا ، أي بتراجع قدره 5 في المائة مقارنة بما تحقق حتى متم شهر غشت من سنة 2020.

وحسب المنتوج ، أبرز المصدر ذاته، أن قيمة كل من الرخويات والقشريات والأسماك السطحية والبيضاء والصدفيات ارتفعت على التوالي بـ 72 في المائة و58 في المائة و12 في المائة و3 في المائة و2 في المائة، في حين انخفضت قيمة الطحالب بـ 25 في المائة.

وحسب الموانئ، تم إفراغ ما مجموعه 693 ألف و862 طنا من منتجات الصيد الساحلي والتقليدي في مداخل الموانئ الأطلسية إلى غاية متم غشت الماضي، بانخفاض بنسبة 5 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من 2020. ومن حيث القيمة، سجلت هذه الموانئ نموا بنسبة 34 في المائة لتصل إلى أزيد من 5,47 مليار درهم.

وفي ما يتعلق بالموانئ الواقعة على البحر المتوسط، فسجلت تراجعا بنسبة 1 في المائة لتصل إلى 14 ألف و522 طنا، بينما ارتفعت قيمتها بنسبة 35 في المائة مستقرة عند 515,3 مليون درهم.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar