مدرسة بن يوسف من معلمة تاريخية إلى محج سياحي

تحوّلت مدرسة بن يوسف بمراكش إلى محج سياحي يقصدها السياح المغاربة والأجانب، الذين يسعون إلى اكتشاف الأصالة وروعة المعمار المغربي، الذي مزج بين المعمارين الإسلامي والأندلسي.

وكان جلالة الملك محمد السادس أطلق سنة 2017، أشغال ترميم وتثمين هذا الموقع، وساهمت أشغال الترميم في الرفع من عدد السياح الذين يقصدون هذا المكان.

ويذكر أن التكلفة الإجمالية لأشغال ترميم مدرسة بن يوسف، التي أنجزتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بلغت 61 مليون درهم، وذلك في إطار برنامج موجه إلى الحفاظ على التراث التاريخي للمدينة العتيقة لمراكش، والذي يدخل بدوره في إطار المشروع الملكي للحفاظ على التراث الثقافي والحضاري للمدن المغربية العتيقة.

وتعتبر مدرسة ابن يوسف بمدينة مراكش من أشهر مدارس المغرب وهي تحفة معمارية تعود إلى عهد الدولة المرينية، شيدها السلطان أبو الحسن المريني عام 1346م. وهي تمتاز بتناسق عمارتها وروعة زخرفتها، وقد جددت عمارة المدرسة في عصر السعديين، دون أن تغير شيئاً من عناصرها القديمة.

وتعود النواة الأولى لهذه المدرسة لفترة الدولة المرينية، وأعاد بعدها السلطان السعدي عبد الله الغالب بناءها بين سنتي 1564 – 1565، فأعاد بذلك السعديون الحياة للنواة الأصلية لمدينة مراكش ببنائهم للمدرسة ذات الشكل المربع.

وشكلت المدرسة، ذات الشكل المربع والتي تصل مساحتها إلى حوالي 1680 متراً مربعاً، على امتداد أربعة قرون، معقلا للعلماء ومقصداً للطلبة المتعطشين للعلم والمعرفة في مختلف العلوم خاصة منها الدينية والفقهية، قبل أن تتحول إلى مزار سياحي وتحفة أثرية وعلامة ازدهار حضاري مغربي سابق.

ومما جعل مدرسة بن يوسف تُحفة فنية من المعمار الأصيل هو تنوع مواد البناء والزخارف، كما تعتبر سجلا يؤرخ للفن المغربي في عهد المرينيين، فخشب الأرز الذي جُلب من جبال الأطلس يوجد في كل أنحاء المعلمة، في القبب الفخمة للدهليز وقاعة الصلاة، وسقوف الممرات، وغيرها. أما الرخام الإيطالي فقد استعمل كثيراً في هذه المدرسة، إذ نجد عمودين منقوشين في جوانب باب قاعة الصلاة، بالإضافة إلى أربعة أعمدة أخرى في نفس القياس وذلك في المحراب وقاعة الوضوء. أما الجبس فيبدو أنه الأكثر استعمالا في تزيين المدرسة، كما تدل على ذلك اللوحات الكبيرة من الجبس المنقوش، والتي تغطي واجهات الفناء وقاعة الصلاة. ويميز هذه المعلمة استعمال الزليج بألوانه المتنوعة وأشكاله الهندسية وتقنياته المختلفة، إذ يغطي أسفل الجدران وكذا الأعمدة، أما الأرضية فمرصعة بالرخام الإيطالي، خاصة الصحن، كما يغطي أرضية قاعة الصلاة والغرف، كما نجد قطع الزليج الصغيرة، في الممرات والأدراج والصحون الصغيرة.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar