نكبة البوليساريو بمؤتمر المكسيك.. سقوط آخر أوراق التوت عن أيتام وكر المرادية

كشف مجموعة من المدونين داخل مخيمات المحتجزين بتندوف، عن صورة تختزل الضعف الديبلوماسي للعسكر الجزائري المهمين على تحركات البوليساريو.

فضيحة ماكانت لتمر مرور الكرام، بدون أن تثير موجة من التساؤلات لدى الرأي العام الداخلي بمعسكرات المحتجزين، بعد تداول صورة مسربة للمؤتمر الذي نظمته ميليشيات البوليساريو بدولة المكسيك.

الصورة بحد ذاتها كانت غنية عن كل تعليق لما تحمله في طياتها من واقع لحال الاطروحة الإنفصالية، وما آلت إليه من وضع مثير للشفقة، يعكس سقوط آخر اوراق التوت عن سوأة عصابة مرتزقة خارجة عن القانون، مدعومة من كيان عسكري اقرب إلى التشكيلات الإرهابية منها إلى نظام سياسي.

هي صورة باهتة، لمكان أشبه ما يكون بساحات “النازية”، مليئة بالكراسي الفارغة، اللهم بعض البؤساء في المقدمة الذين لا يتجاوز عددهم أنامل اليد الواحدة، مجتمعين في فضاء تفوح من الأعلام المتدلية على جنباته روائح المرارة و البؤس، و لعل واقع حالهم ينشد قصيدة رثاء ركيكة لا تصلح حتى لوصف من حكم عليهم بالإعدام.

أنفقت الطغمة العسكرية الجزائرية مبالغ ضخمة من جيوب الشعب الجزائري المقهور، في تكاليف السفر، والفنادق والمأكل والمشرب لعناصر المرتزقة لضمان مشاركتهم في المنتدى الاجتماعي العالمي المقام بالمكسيك من 1-6 ماي الجاري بحثا عن أي فتات مهما صغر شأنه، للتغطية على مسلسل الفشل الذريع الذي راكمه النظام الجزائري أمام قوة الآلة الديبلوماسية للمغرب الضاربة، و للتخفيف من وطأة الإحتقان الداخلي الذي تشهده معسكرات المحتجزين بتندوف، بعد أن تحولت خيامهم إلى مراسيم عزاء مستمر لقتلى الميليشيات الإنفصالية، الذين تدفع بهم قيادة البوليساريو إلى هلاك محتوم على خط النار مع المغرب.

و إذا كان من الإجحاف في حق المملكة أن نضع مقارنة بين آخر مؤتمر دولي حضره المغرب، وبين حضور ايتام وكر المرادية بالمكسيك، لكن للتاريخ حق يأبى إلا أن يجعلنا ندون جميع تفاصيله مهما بلغت درجة تناقضاته.

فعندما كانت طائرة الخطوط الجوية الجزائرية تحط الرحال بمطار ميكسيكو، حاملة وفد البوليساريو للمشاركة في مؤتمر المكسيك، كان المغرب قبل أيام قليلة يضع اللمسات الأخيرة لخطوة ستغير مسار العالم، رفقة كبار جيوش الأرض، في مؤتمر لحلف الشمال الأطلسي، تم تخصيصه لمناقشة تفاصيل الدعم العسكري الذي سيقدمه الناتو لأوكرانيا لوقف العدوان الروسي على اوروبا الشرقية.

و يكفي التأمل جيدا في هذه المقارنة البسيطة، لإدراك مستوى القوة الديبلوماسية، والمكانة المرموقة التي حققتها المملكة المغربية على الصعيد العالمي، وبين السقوط الحر الذي هوت فيه البوليساريو المدعومة من الجيش الجزائري، سقوط جعل أبعد أمانيهم الحصول على فتات الموائد الدولية، من صور، و”سيلفيات” للترويح عن النفس، بل حتى هذه الأخيرة جعلها المغرب محرمة عليهم، و لعل صورة حضروهم اليتيم بالمكسيك لأكبر دليل على ذلك. و على نهاية الطرح الإنفصالي في آخر معاقله بأمريكا اللاتينية.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar