الولايات المتحدة الأمريكية..3,25 مليار دولار كتعويض لمغربية بسبب خطأ طبي

بعد سنوات من الصراع القضائي ضد طبيب أشرف على عملية توليد بالغرز، انتصرت مواطنة مغربية مقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية في معركة قضائية، تتعلق بخطأ طبي.

 فبعد أن قررت مقاضاة طبيبها سنة 2016، قضت هيئة المحلفين بتعويضها بمبلغ مالي قدر بـ3,25 مليون دولار، فما هي قصة فاطمة بلحق؟

في العام 2014، دخلت بلحق المستشفى من أجل ولادة طفلها “زياد”، البالغ من العمر 8 سنوات، وقام الطبيب حينها بتشخيص نوع العملية التي تحتاجها، وقرر توليدها طبيعيا، مع ضرورة شق الفرج، أي الولادة بالغرز، وهي العملية التي لم تسر كما يجب.

تقول فاطمة بلحق، لصحيفة Quad-City Times، إنها لم تقع فقط ضحية خطأ طبي، إذ لم تكن في حاجة إلى عملية الشق بالغرز، ولكنها كانت ضحية سوء رعاية طبية أيضا، ما أدى إلى آلام مستمرة ومشاكل في الحركة، بعد الولادة.

وعندما أخبرت الطاقم الطبي أنها تشعر بمشاكل صحية بعد الولادة، تضيف المواطنة المغربية، قيل لها إن كل شيء طبيعي. لكن بعد مغادرة المستشفى، زاد شعورها بالألم وبعد الاتصال بالطبيب مرة أخرى، نصحوها بالحضور لتحديد موعد بعد بضعة أيام.

قررت فاطمة وزوجها التوجه إلى غرفة الطوارئ، حيث أصبح حجم المشكلة واضحا. ثم نصحها بالذهاب إلى مستشفى جامعة أيوا على الفور. بعد تلقي الرعاية هناك، خضعت بلحق لعملية جراحية بعد ستة أشهر في محاولة لإصلاح الضرر.

لكن، ما سيزيد من وضوح الضرر الذي تعرضت له فاطمة بلحق، هو حملها من جديد، إذ تبين للأطباء استحالة ولادتها بشكل طبيعي، ولو بالغرز، ما جعلها تضطر إلى إجراء عملية قيصرية، إذ صار الحمل والولادة يشكلان خطرا جديا على حياتها.

وتقول فاطمة بهذا الصدد: “لقد كان ابني عمران هدية غير متوقعة، فرغم الآلام والمشاكل الصحية الناجمة عن الولادة الأولى، تمكنت من الإنجاب بسلام، لكن كانت آخر ولادة لي، وعمران آخر مولود لي”.

رغم مرور 8 سنوات عن الولادة الأولى، تعاني فاطمة بلحق من مشاكل في الحركة، إذ تقول إنها تجد صعوبة في أداء الصلاة، والحركة والمشي كما في سابق عهدها.

 وعن قيمة التعويض، اعتبرت أن الأرقام لا تهمها، مادامت لن تعيد إليها عافيتها المفقودة، وأن الأهم، أن تعاد لها كرامتها، وأن يختفي الظلم الذي لحقها، وأن انتصارها الأكبر، يتجسد في “إيصال صوتها إلى القضاء”.

يقول محاميا فاطمة بلحق، وهما دافنبورت أنتوني وبيل بريبريسكو، إنهما فخوران بالنتيجة “المنصفة والمعقولة” لهيئة المحلفين.