صناعة الطيران..رهان جديد من أجل جذب القدرات من آسيا لتوطينها بالمغرب

كشف كريم الشيخ، رئيس تجمع الصناعات المغربية في الطيران والفضاء، حول آفاق قطاع الطيران في بلادنا، أن أي أزمة هي مرادف للفرص التي يجب اغتنامها والمغرب يعمل حاليا على جذب القدرات من أسيا بهدف توطينها هنا بالمغرب، حتى تكون قريبة من أوروبا.

وأشار الشيخ إلى أن المغرب حاليا يوجه أنشطته واستراتيجيته بقوة نحو المهن الجديدة من خلال التركيز، بشكل خاص، على تكنولوجيا الصناعة، والابتكار والبحث والتطوير، وكذا الانفتاح على أسواق جديدة عبر العمل على جذب القدرات المتواجدة في آسيا لإعادة توطينها في المغرب، لتكون قريبة جغرافيا من المصنعين الأوروبيين.

وأوضح الشيخ، أن هناك رهان أساسي للانتقال البيئي وإزالة الكربون من الإنتاج، وهو من بين التحديات التي تواجه صناعة الطيران المغربية، التي استعادت حيويتها رغم أزمة كوفيد-19، ويعد هذا القطاع من ابرز القطاعات المتميزة في الاقتصاد الوطني، وأظهر مرونة وصمودا خلال أزمة كورونا، قبل أن يستعيد حيويته الكاملة ويواصل المنحى التصاعدي.

وأبرز الشيخ أن صناعة الطيران المغربية لم تصل بعد إلى مستوى سنة 2019، لكن من الواضح أن سنة 2021 قد انتهت بشكل إيجابي، مما يثبت صلابة سلسلة التوريد، مضيفا أن هذا القطاع سجل دائما نموا سنويا بأكثر من 17 في المائة في المتوسط على مدى 10 سنوات، وهو “نمو يظهر وحده مدى الوضع الجيد لصناعتنا وقدرتها على البقاء”.

من جهة ثانية، أكد الشيخ أن الأزمة أتاحت فرصا للمغرب، إذ كان البحث عن موردين أكثر تنافسية مسألة حيوية ولم يحل دون تأكيد العديد من المشاريع الاستثمارية، لاسيما “بيلاتوس” و”إل بي إف الدار البيضاء” و”أديما” و”هيكسيل”.

وأوضح أن “هيكسيل” (Hexcel) ستجلب خبرة الرائد العالمي في المواد الركبة، في حين أن “أديما” (ADIMA) متخصصة في أجزاء المحركات، على أن ستمكن “بيلاتوس” ( Pilatus) من تصنيع وتجميع الهياكل الهوائية لطائرة كاملة، و”بي سي-12″ (PC-12)، من خلال “سابكا ماروك” (Sabca Maroc).

وأضاف أنه “تم إنجاز هذه المشاريع على الرغم من السياق الصعب للأزمة”، معتبرا أن “هذه الاستثمارات ليست فقط مؤشرا على خروجنا من الأزمة، بل تكشف أيضا عن نقطة التحول الرئيسي الذي تأخذه صناعتنا في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية”.

ويرى الشيخ أن إزالة الكربون تعد اليوم أكثر من مجرد مطلب، فهي حيوية وتشكل تحديا كبيرا يجب مواجهته بشكل استعجالي من أجل التمكن من البقاء في السباق، معتبرا أن “هذا يعني أننا صناعة شاملة في عالم شامل، وإذا لم نلب جميع متطلبات هذا القطاع، فسنفقد نقاطا في تموقعنا”.

كما سلط الشيخ الضوء على الجهود المبذولة في هذا المجال، من أجل الحفاظ على موقع هذا الورش وتحسينه، عبر تزويد المقاولات بالقدرة على إمداد نفسها بالطاقة الخضراء من خلال مرافقتها في عملية إزالة الكربون عن طريق حصيلة الكربون وخطط تحقيق نتيجة صفرية من الكربون التي تشكل مفتاح نجاح هذا التحدي.

ويظهر الانتعاش في صادرات الطيران أن أزمة كوفيد-19 قد أصبحت من الماضي، حيث أبانت الحصيلة الأخيرة للمكتب الوطني للمطارات عن تحسن كبير في حركة الطيران منذ استئناف الرحلات الجوية، مما يشير إلى أن 2022 سنة ستكون جيدة بالنسبة لهذا القطاع.

وبحسب الأرقام الأخيرة، التي أصدرها مكتب الصرف، فإن مبيعات قطاع الطيران استأنفت زخمها التصاعدي بتسجيل حوالي 5.179 مليار درهم مع نهاية مارس الماضي، أي بزيادة بحوالي 53 في المائة مقارنة بالسنة الماضية.

وكشف المكتب أن هذا المستوى يتجاوز ما تم تسجيله خلال نفس الفترة بين سنتي 2018 و2021، مضيفا أنه، بالموازاة مع ذلك، ارتفعت حصة مبيعات القطاع من إجمالي الصادرات بحوالي 0.8 نقطة (5.2 في المائة مع نهاية مارس 2022 مقابل 4.4 في المائة مع نهاية مارس 2021).

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar