بلاغ مشترك: مصر تدعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية

أعلن سامح شكري، وزير الخارجية المصري اليوم الاثنين بالرباط، أن بلاده تدعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية وترحب بالجهود المغربية المتسمة بالجدية والمصداقية والرامية إلى المضي قدماً نحو التسوية السياسية ، وجاء ذلك عقب مباحثات أجراها مع ناصر بوريطة، الذي دعا إلى تعزيز التنسيق المغربي- المصري وترجمته إلى مبادرات مشتركة تخدم مصالح البلدين، والأمن والاستقرار الإقليميين.

وأكد سامح شكري، أيضا، تأييد بلاده لما جاء بقرارات مجلس الأمن وآخرها القرار رقم 2602 (لعام 2021)، الذي رحب بالجهود المغربية المتسمة بالجدية والمصداقية، والرامية إلى المضي قدما نحو التسوية السياسية.

واستعرض الوزيران، حسب البيان المشترك، سبل تعزيز العلاقات الثنائية، انطلاقا من توجيهات قائدي البلدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، وأخيه فخامة السيد عبد الفتاح السيسـي، رئيس جمهورية مصـر العربية، والروابط التاريخية وأواصر الأخوة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين ووحدة مصيرهما وأهدافهما المشتركة.

وقال بوريطة، في ندوة صحفية عقب المباحثات التي أجراها مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن ” هناك تطابقا في وجهات النظر بين المغرب ومصر، ورغبة في تعزيز التنسيق الثنائي وترجمته إلى مبادرات مشتركة تخدم مصالح البلدين، ولكن أيضا الأمن والسلم والاستقرار الإقليمي”.

وأوضح، في هذا الصدد، أن الطرفين اتفقا، خلال هذه المباحثات، على إعداد أجندة للتعاون الثنائي في عدة مجالات خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، على أن يتم تفعيلها في لقاءات بين البلدين على أعلى مستوى بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

كما اتفق الجانبان، على “تنزيل طموح جلالة الملك وفخامة الرئيس لاستغلال هاته الأرضية الصلبة للعلاقات الثنائية وإعطاءها زخما جديدا”، وذلك من خلال تفعيل الآليات المؤسساتية وتنفيذ الاتفاقيات المبرمة، وعقد عدد من آليات التشاور السياسي، وتعزيز التعاون الاقتصادي في كل المجالات، وتفعيل مجلس لجان الأعمال المغربي المصري.

وبحسب بوريطة، فقد همت المباحثات أيضا مجموعة من القضايا الإقليمية، في شمال إفريقيا، كملف ليبيا، وفي الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الوضع في القارة الإفريقية والمجال الأورو – متوسطي.

وفي سياق متصل، أشاد بوريطة بـ “الصبغة الخاصة” التي تكتسيها العلاقات بين البلدين، ذلك أنها “علاقات عريقة تنطوي على بعد سياسي واقتصادي وإنساني وروحي، وهي إلى ذلك علاقة متفردة كونها مؤطرة في إطار قانوني ومؤسساتي متميز ليس للمغرب نظيرا له مع أي بلد عربي أو إفريقي آخر”.

ولم يفوت بوريطة هذه المناسبة للإعراب عن “إدانة المملكة المغربية القوية للهجوم الإرهابي الآثم الذي استهدف أول أمس منطقة غرب سيناء وتضامنها الكامل مع جمهورية مصر وتأييدها لكل الاجراءات والتدابير التي تتخذها السلطات المصرية لحفظ أمنها واستقرارها”، ومعربا عن تعازيها لذوي الضحايا ومتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.

وأكد، في هذا السياق، على التضامن المطلق للمملكة مع مصر في كل ما يخص مصالحها العليا والمصالح التي تمس أمنها الوطني والإقليمي، مشددا على أن أمن واستقرار مصر مهمان للمغرب والعالم العربي.

وترأس بوريطة وشكري عصر اليوم، حفل تدشين  مقر السفارة المصرية الجديد بالرباط، حيث أكد شكري أن تدشين هذا الصرح الدبلوماسي الجديد يعكس عمق ومتانة العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، على ضوء ما يربطهما من وحدة مصير وأهداف مشتركة، وبما يترجم الإرادة السياسية لقائدي البلدين للارتقاء بالعلاقاء الثنائية إلى آفاق أرحب.

وجدد وزير الخارجية المصري التأكيد على رسوخ العلاقات المغربية المصرية، وعلى حرص البلدين المشترك على تطويرها إلى مستوى يرقى إلى تطلعات الشعبين الشقيقين ويخدم مصالحهما.

كما أعرب عن شكره للسلطات المغربية على تسهيل ترتيبات بناء وتدشين هذا الصرح الدبلوماسي، الذي يتناسب مع تاريخ العلاقات المغربية والمصرية وحاضرها ومستقبلها المشرق، وكذا دعمها الكبير لأبناء الجالية المصرية المقيمة بالمغرب.

من جهته، أكد بوريطة أن تدشين هذا المقر الجديد يعكس وزن وقيمة جمهورية مصر العربية على الصعيد العربي والإفريقي والدولي، ويترجم أيضا عمق وعراقة علاقات الأخوة والصداقة التي تجمع بين البلدين.

وأوضح الوزير أن هذه السفارة تعد آلية مهمة لتطوير هذه العلاقات، يقع على عاتقها واجب ترجمة إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في إرساء علاقات قوية ومتنوعة وتنسيق وتشاور دائم بين البلدين الشقيقين.

وقال، في هذا الصدد، إن “مصر والمغرب تجمع بينهما وشائج الأخوة الصادقة والتاريخ المشترك والارادة الراسخة لبناء شراكة نموذجية تحفظ مصالح البلدين وتخدم مصالح شعبيهما”.

وأعرب المسؤول الحكومي عن أمله في أن يكون هذا الصرح الدبلوماسي الجديد فاتحة خير على العلاقات المغربية المصرية، وأن يعكس رغبتهما المشتركة في جعل سفارتي البلدين قاطرة لتطوير هذه العلاقات.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar