مؤتمر مراكش.. نحو ردع أممي للجزائر وإدراج مرتزقة البوليساريو ضمن لائحة الإرهاب

استطاع المغرب، بفضل جهوده الدبلوماسية ومصداقية إستراتيجيته ضد الإرهاب والتطرف، أن يقنع التحالف الدولي ضد داعش بعقد اجتماع وزاري بمراكش، وذلك لمناقشة تنامي ظاهرة الإرهاب في القارة الإفريقية وخاصة بمنطقة الساحل والصحراء.

وإذا كان تنظيم الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، لأول مرة بافريقيا يعتبر في حد ذاته، انتصارا كبيرا للمملكة المغربية، التي أضحت مثالا يحتذى به في مجال محاربة الارهاب والتطرف، فإن النقاشات والمواضيع التي استأثرت باهتمام المنتظم الدولي في هذا المؤتمر يعكس توجها عاما نحو حتمية وضع حد نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، على قاعدة مقترح الحكم الذاتي الذي أكد العديد من وزراء الشؤون الخارجية أو جددوا دعمهم له، كحل ذي مصداقية وجاد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

كما أن هذا التوجه يتبدى من خلال تثمين دور المغرب الفعال من خلال إستراتيجيته في محاربة الإرهاب والتطرف، في المنطقة وعبر العالم، وكذا تسليط الضوء على الممارسات الخارجة عن القانون التي تقوم بها جبهة البوليساريو الانفصالية وحاضنتها الجزائر.

وفي هذا الإطار، أكد ناصر بوريطة أن المؤتمر كان مثمرا وناجحا، وأنه رصد تنامي الإرهاب في القارة السمراء وجدد العزم على مواصلة الجهود للقضاء على داعش والتنظيمات الإرهابية.

ومن المواضيع المهمة التي استأثرت باهتمام الحضور، علاقة مرتزقة البوليساريو بالارهاب، وهي علاقة سبق ان أكدتها العديد من التقارير الدولية، وكان لزاما أن يعيد طرحها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الذي سجل تنامي العلاقة بين الكيانات الإرهابية والانفصالية، حيث أصبح “الإرهاب يغذي الانفصال والعكس”.

وفي هذا الإطار، قال بوريطة، في كلمته الافتتاحية بمناسبة الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، إن “الانفصالية والإرهاب غالبا ما يكونان وجهين لعملة واحدة”، محذرا من أن “نزعة مثيرة للقلق، تطورت دون أن تسترعي الانتباه اللازم، وهي الصلة بين الإرهاب والانفصالية”.

وتابع بوريطة بالقول إن “التواطؤ على سيادة واستقرار الدول، بالإضافة إلى تضافر الوسائل المالية والتكتيكية والعملية، يفضي إلى إفراز تحالف موضوعي بين الجماعات الإرهابية ونظيرتها الانفصالية”، وهي إشارة واضحة إلى ما تقوم به من ممارسات خارج عن القانون شرذمة البوليساريو المدعومة من قبل النظام العسكري الجزائري.

وأوضح بوريطة، أن هذا المعطى قد تأكد من خلال تزايد عدد الأفراد الذين تحولوا من جماعات انفصالية إلى جماعات إرهابية أو العكس، مشيرا إلى أن “من يمول ويأوي ويدعم ويسلح الانفصالية يساهم، في الواقع، في انتشار الإرهاب ويقوض السلم والأمن الإقليميين”.

كلام بوريطة كان واضحا، ومضمونه يسري بكل تأكيد على مرتزقة البوليساريو، الذين يعيثون في المنطقة فسادا ويتحركون بإيعاز ودعم من نظام العسكر الجزائري المارق، وهي إشارة واضحة إلى الطبيعة الإرهابية لتنظيم البوليساريو الإرهابي وخطورة ما تقوم به الجزائر كراعية له وداعمة له بالسلاح والمال واللوجيستيك وناطقة باسمه في المحافل الدولية، في غياب لكل رادع..

فهل سيمثل مؤتمر مراكش نقطة تحول في تعامل المنتظم الدولي مع البوليساريو وإدراجها ضمن لائحة المنظمات الإرهابية، والاتجاه نحو كبح جماح نظام العسكر الجزائري ووضع حد لعربدته في المنطقة، التي يصول فيها ويجول وخاصة في منطقة الساحل والصحراء حيث يدعم ويمول ويرعى المنظمات الإجرامية والجماعات الإرهابية، من خلال استغلال ريع النفط والغاز..

 هذا التوجه، يتضح أكثر من خلال قراءة في الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف للجزائر يوما قبل انعقاد مؤتمر مراكش، في إشارة إلى دعم النظام المارق بالجزائر، من قبل روسيا التي تشعر بعزلة قاتلة بسبب الحصار المفروض عليها دوليا عقب حربها على اوكرانيا..

زيارة لافروف لا يمكن قراءتها دون ربطها بمؤتمر مراكش، وهي زيارة تسعى إلى المحافظة على حليفها في المنطقة وإرسال رسائل إلى المنتظم الدولي بان لها قاعدة بالمنطقة سواء من خلال نظام العسكر الجزائري أو من خلال مرتزقة “فاغنر” المنتشرين بمالي ومنطقة الساحل وبعض الدول الافريقية…

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar