الأمم المتحدة: دعم متواصل لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية

حظيت مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية خلال الأيام الأخيرة بزخم دولي منقط النظير، إذ أعلنت العديد من الدول تأييدها لهذه المبادرة التي تقدم بها المغرب في سنة 2007 لإنهاء الصراع في الصحراء المغربية.

وتوالت بالأمم المتحدة أمس الخميس الإشادات الدولية بمقترح المغرب، إذ أشادت بابوا غينيا الجديدة، بالدعم الدولي المتزايد لمخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب للتوصل إلى حل للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.

وقال نائب الممثل الدائم لبابوا غينيا الجديدة لدى الأمم المتحدة، فريد سيروفا، خلال المؤتمر الإقليمي للجنة الـ24 لمنطقة البحر الكاريبي، المنعقدة في كاستريس بسانت لوسيا، “إنه من الجيد حقا ملاحظة الدعم الدولي المتزايد لهذا المقترح القائم على التوافق وذي المصداقية، ونحن نشعر بارتياح لهذا الدعم الذي سيساعد جميع الأطراف المعنية في هذا النزاع على إيجاد حل مستدام وسلمي” لهذا النزاع الإقليمي.

وأكد أنه بالنسبة لبابوا غينيا الجديدة، فإن حوارا شاملا على جميع المستويات بين جميع الأطراف المعنية يمثل “أداة مهمة” لتعزيز التفاهم المتبادل وبناء الجسور نحو تسوية سياسية لهذه القضية المهمة لفائدة جميع الأطراف المعنية.

وشدد على أن هذا الحل يجب أن يقوم على حقائق عملية وعلى حسن النية والتوافق كما هو منصوص عليه في مخطط الحكم الذاتي “الجديرة بالثناء” الذي قدمه المغرب ووفقا لميثاق الأمم المتحدة، ولقرارات مجلس الأمن الـ18 المعتمدة منذ 2007 وكذا لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة.

كما أعرب الدبلوماسي عن “دعم بلاده التام” للعملية السياسية التي تجري تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة والتي تهدف إلى التوصل إلى حل سياسي مقبول لدى الأطراف ومتفاوض بشأنه ودائم، داعيا إلى تشجيع الدينامية الحالية الهامة.

وفي هذا السياق، نوه بتعيين ستافان دي ميستورا مبعوثا شخصيا للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، فضلا عن مقاربته “الاستباقية” التي تجلت في جولته الأولى في المنطقة في يناير الماضي.

وتماشيا مع هذه الروح البناءة، أعربت بابوا غينيا الجديدة عن تشجيعها ودعمها لجهوده من أجل استئناف مسلسل الموائد المستديرة، والاعتماد على “العمل الجيد” لسلفه الذي يشمل الأطراف الرئيسية المعنية: المغرب والجزائر وموريتانيا و+البوليساريو+، وذلك في إطار الصيغة الحالية للاجتماعات ووفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2602.

كما أشاد الدبلوماسي بـ”نجاح” الدورتين السابقتين من الموائد المستديرة التي انعقدت بين المغرب والجزائر وموريتانيا و+البوليساريو+، مسلطا الضوء على الاتفاق بين هذه الأطراف على عقد جولة ثالثة من الحوار بنفس الصيغة.

وقال “إننا نشجع هذا الزخم الإيجابي لإيجاد حل سياسي دائم مقبول لدى جميع الأطراف المعنية”، منوها بجهود السلام والاستقرار والأمن في المنطقة، لا سيما الاحترام التام من قبل المغرب لوقف إطلاق النار. ودعا، في هذا السياق، الأطراف الأخرى إلى أن تحذو حذو المملكة.

كما سلط سيروفا الضوء على الجهود المتواصلة التي يبذلها المغرب لتعزيز التنمية المستدامة في الأقاليم الجنوبية، لا سيما من خلال الاستثمارات السوسيو اقتصادية والبنيات التحتية، والتي تغير حياة الساكنة المحلية.

وأشاد الدبلوماسي أيضا بالإجراءات التي اتخذتها المملكة لتحسين المشاركة السياسية في الصحراء المغربية، كما تعكسها الانتخابات الأخيرة الديمقراطية والحرة والشفافة التي شهدت معدل مشاركة “مثير”، مضيفا أن المنتخبين بشكل ديمقراطي خلال هذه الاقتراعات يشاركون في المؤتمر الإقليمي للجنة الـ24، علاوة على أنهم شاركوا في المائدتين المستديرتين السابقتين اللتين انعقدتا في جنيف.

علاوة على ذلك، أبرز الممثل الدائم لبابوا غينيا الجديدة مناخ احترام حقوق الإنسان السائد في الأقاليم الجنوبية وجهود المغرب لمواجهة التحديات التي فرضها وباء كوفيد-19، ولا سيما من خلال حملات التوعية والتلقيح التي استهدفت السكان المحليين.

كما رحب بدينامية افتتاح قنصليات عامة في مدينتي العيون والداخلة.

وشدد الدبلوماسي على الضرورة الملحة لمعالجة وضعية حقوق الإنسان في مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، معربا عن استنكاره لـ”انتهاكات” الحقوق الأساسية، ولا سيما حقوق النساء والأطفال. وقال إن هذه الانتهاكات ما فتئ المنتظم الدولي يشير بأصابع الاتهام إلى مرتكبيها.

ودعا سيروفا إلى تسجيل وإحصاء السكان في هذه المخيمات وفقا للقانون الدولي الإنساني، وجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك القرار رقم 2602، وكذا توصيات الأمين العام للأمم المتحدة.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar