ما هي أسباب إبعاد النساء عن المناصب القيادية في عالم الأعمال؟

منذ ستينيّات وسبعينيّات القرن الماضي، حدثت تغيّرات مجتمعيّة كبيرة على مستوى العالم، نتيجة صعود حركات تحرّر المرأة في بعض الدول، الحركات التي ساهمت في زيادة عدد النساء العاملات في القطاعات المهنيّة المختلفة.
لكن على الرغم من التغيّرات التي توالت مذّاك، وصولًا إلى الوقت الراهن، وفتحت الأبواب أمام النساء لتولي المناصب الرفيعة في ميادين العمل، يُلاحظ أن النساء لا يزلن يتقلّدن القليل من المناصب القيادية، أو هن يبتعدن عنها، لأسباب عدة.
في الآتي، مجموعةٌ من الأسباب المسؤولة عن إبعاد النساء عن المناصب القياديّة حسب منصّة TLNT للموارد البشرية، التي تشير إلى نتائج بيانات استطلاع أُجراها مركز “بيو” للأبحاث، مفادها بأن النساء يخضعن لمعايير أعلى من الرجال، ما يبعهدن على المناصب، وبأن هناك استعداد قليل من الشركات لتوظيف النساء في المناصب التنفيذيّة العليا. المُثير للاهتمام أن الدراسة تُظهر أن الرجال على دراية بالسببين المذكورين أعلاه.
تشتمل الأسباب الأخرى حسب المنصّة، على الآتي: في دراسةٍ استقصائيّةٍ لشركة McKinsey & Company على البالغين من غير العاملين، والذين تتراوح أعمارهم بين 25 و54 عامًا، تبيّن أن المسؤوليات الأسريّة تُقصي 61% من النساء عن سوق العمل، في مقابل 37% من الرجال الذين ذكروا السبب عينه. فالنساء، مع أطفال، يملن إلى قضاء وقت أطول في العمل المنزلي مقارنة بالرجال، وهن لا يستطعن في كلّ الأحوال الحصول على إجازة عائليّة مدفوعة الأجر أو العمل في بيئة مرنة. يؤثّر هذا الخلل سلبًا في تقدّم المرأة، على الصعيد المهني، لأنه قد يتطلب ذلك منها تقديم بعض التضحيات الشخصيّة، مثل: أخذ إجازة غير مدفوعة الأجر أو تغيير المهنة للعمل في بيئة مرنة أو الاستقالة من المنصب لرعاية أفراد الأسرة. لذا، تترك النساء غالبًا الوظائف التي تتطلّب التنقل والسفر، وهن يلجأن الى الوظائف المرنة.
التحيّز والقوالب النمطيّة
تضيف جامعة “سانت كاترين” St. Catherine في “سان بول” الأميركيّة، والخاصّة بالنساء، بدورها، بعض الأسباب في هذا السياق:
التحيّز والقوالب النمطيّة: يعمل التحيّز في بيئة العمل ضد تطلّعات المرأة المهنيّة، إذ يميل بعض أصحاب العمل إلى تفسير سلوك الرجل الحازم في مكان العمل على أنّه قوي وقائد. لكن، على النقيض من ذلك، عندما تظهر المرأة الحزم، يرى بعض أصحاب العمل أنّها عدوانيّة ومندفعة. لذا، إذا كان سلوك المهنة لا يتوافق مع الصور النمطيّة للجنسين، تواجه المرأة غالبًا ردود فعل عنيفة. وفي هذه الحالة، يُخاطر بعض النساء من أجل التكيّف، فيصبحن أقلّ قدرة على المنافسة من النظراء الذكور.
التنشئة الاجتماعيّة والدفاع عن النفس: ربّما تميل المرأة إلى استخدام “تكتيكات” أقلّ حزمًا عند البحث عن الترقية، بدافع القلق من احتمال تعرّضها للتحيّز، الأمر الذي يُقلّل من دفاعها عن نفسها من أجل زيادة الراتب المستحقّة. بذا، يُصبح صعود النساء المحترفات إلى مستويات أعلى من القيادة، بالتالي، أمرًا بطيئًا ونادر الحدوث. أضف إلى ذلك، للتنشئة الاجتماعيّة دورٌ كبير، إذ تتلقّى المرأة تعليمات للسعي إلى الكمال والتصرّف بحذر منذ الصغر، لذا هي تُصبح أكثر كرهًا للمخاطرة، وبالتالي أقل استجابة للتقدم، على عكس الرجل، الذين يتعلّم المخاطرة والتصرّف بشجاعة.
وصول محدود: تُستبعد النساء غالبًا من الأنشطة الاجتماعيّة، مثل: بطولات الجولف، أو قد تقلّ أعدادهن في المناسبات المهنيّة، فيفقدن الفرص لبناء العلاقات المسؤولة عن التقدم الوظيفي. لذا، تعاني النساء العاملات من وصول محدود إلى شبكات العلاقات المتينة التي يسيطر عليها غالبًا الرجال.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar