ورقة الغاز تفلت من أيدي نظام العسكر الجزائري

شكلت زيارة أمير قطر الشيخ تميم مع عقيلته إلى اسبانيا رصاصة الرحمة بالنسبة لنظام العسكر الجزائري الذي لن يعول على الغاز كورقة ضغط، يساوم بها مدريد لإجبارها على التراجع عن موقفها الداعم لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.

ويتضح من خلال حجم الاستثمارات التي تنوي قطر تنفيذها في اسبانيا، أكثر من 5 ملايير دولار، وكذا عزم اسبانيا على تنويع مورديها من الغاز الطبيعي، أن مدريد ماضية في اتجاه الاستغناء عن الغاز الجزائري الذي تستعمله الطغمة العسكرية الحاكمة في الجزائر لتحقيق مآربها، دون مراعاة لأصول الدبلوماسية والاتفاقيات الدولية في هذا المجال.

ويرى الخبراء و المتتبعون للشأن الدولي أن زيارة أمير قطر إلى إسبانيا قد توفر لمدريد بديلا فعالا، وذا مصداقية لإمدادات الغاز في وقت تعيش فيه إسبانيا على وقع جدل بشأن الاعتماد على الغاز الجزائري من عدمه بعد التهديدات الجزائرية المبطنة بوقف تزويدها بالغاز.

وبدخول القطريين على خط الغاز في إسبانيا، وتسارع الحديث عن قرب إنشاء أنبوب الغاز المغرب- نيجيريا لتزويد دول غرب أفريقيا وجنوب أوروبا بالغاز عبر المغرب، تكون الجزائر قد بالغت في لعبة الخلط بين السياسة والتعاملات التجارية في مجالات الطاقة وفي توقيت عالمي مرتبك على خلفية الحرب في أوكرانيا.

ويرى المتتبعون ايضا أن الدوحة وجهت صفعة قوية للجزائر، العضو في الأوبك إلى جانب قطر، وأن هذه الخطوة استفزاز مباشر للجزائر التي هي حليف للدوحة على مستوى القضايا الإقليمية، لكن المصالح لا تخضع عادة للتحالفات السياسية.

ويشير الخبراء إلى أن الاتفاقيات التي تمت بين قطر واسبانيا بشأن إمدادات الغاز إلى إسبانيا، هي جزء من تحرك قطري أوسع لتوفير كميات إضافية لأوروبا ضمن استراتيجية التخلص التدريجي من الاعتماد على الغاز الروسي، وهو ما يعني أن قطر لن تقرأ حسابا لأي جهة، بما في ذلك الحليف الجزائري الذي يتحمل وحده مخلفات تسييس تعاملاته في مجال الطاقة مثلما حصل مع إسبانيا وقبلها مع المغرب.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar