الجزائر..تلاميذ يهاجمون أساتذتهم بالبيض والحجارة

عرفت العديد من المؤسسات التعليمية بالجزائر احتفالا بنهاية السنة الدراسية، من نوع خاص، حيث قام التلاميذ برشق الأساتذة بالبيض …

ولم يسلم المدراء والمشرفون التربويون والعاملون في الإدارة من هجوم التلاميذ، كما تعرضت المدارس إلى الرشق ما تسبب في كسر زجاج بعض الأقسام وتخريب الأبواب، وما أثار الاستغراب وفق ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام المحلي، مشاركة الفتيات إلى جانب الفتيان في صناعة هذا المشهد، بعد قيامهن بإخفاء وجوههن.

واضطر الأساتذة إلى الاختباء داخل مؤسساتهم ولم يتمكنوا من مغادرة المكان، وقد استدعى الأمر في بعض المدارس الاستنجاد برجال الأمن وأولياء الطلاب لوضع حد لهذه التصرفات التي خلفت موجة من الحيرة والحسرة والخوف في نفس الوقت…

وفي تصريح صحفي، قال أحد الأساتذة: “إن الأمر تطور بشكل فظيع، ففي السابق كانت الظاهر تقتصر على بعض التلاميذ الراسبين، وحتى هؤلاء يكتفون بتمزيق الدفاتر والكراريس، لكن اليوم الأمر تطور إلى عنف صريح ورمي بالحجارة مع تكسير منشآت المؤسسات، وهو تطور خطير وانزلاق نحو المجهول، خاصة أن الوضع لم يعد يقتصر على الذكور فقط بل امتد أيضا إلى الإناث، والمؤسف أن الأستاذ وجد نفسه رهينة في مواجهة تلاميذ ملثمين كسَّروا وأفسدوا واستعملوا مختلف عبارات السب والشتم وحتى الكلام البذيء، وكأن الأستاذ لم يبذل أي مجهود في تعليم هؤلاء وتربيتهم”.

وليست المرة الأولى التي “يحتفل” فيها التلاميذ بطرق غريبة بنهاية العام الدراسي في الجزائر، فقد عرفت السنوات السابقة إقدامهم على تمزيق الكتب مباشرة بعد خروجهم من مؤسساتهم التربوية. كما انتشر استخدام التلاميذ الألعاب النارية للاحتفال ما أدى إلى تسجيل حرائق بالمدارس وإصابات متفاوتة الخطورة بين الأساتذة…

وعن أسباب جعل الطلبة في حالة عداء شديد مع كل ما له علاقة بالدراسة من تكسير زجاج وأبواب المدرسة وتمزيق الكتب والاعتداء على الأساتذة والمشرفين، شدد بعض المختصين في المجال التربوي أنه لم تعد المدرسة تمثل للتلاميذ منارة للعلم بل تحولت إلى سجن كبير ترتفع أسواره كي لا يقفز الطالب خارجه أثناء الدراسة وعند آخر يوم يتكرر مشهد الانتقام، وهو ما يستدعي معالجات فورية للوقوف على أسباب نفور الطلبة من العملية التعليمية رغم أهميتها ودورها في بناء مستقبلهم…

ويرى العديد من المختصين ان هذه الظاهرة هي عنوان لفشل السلسلة الطويلة من الإصلاحات التي قامت بها الوزارات المتعاقبة التي لم تنجح إلا في حشو المزيد من الكتب في حقيبة الطالب الذي كلما ثقلت محفظته ساءت أخلاقه أكثر. وطالب هؤلاء المختصين بضرورة توجيه الإصلاحات نحو الاهتمام بالجانب النفسي والتربوي، وإدراج طرق التعليم الحديثة التي تحبب الطالب في المدرسة وتجعل التعلم عملية سهلة ومسلية بدل أن تكون مضنية ومملة تدفعهم إلى النفور، إضافة إلى تكثيف النشاطات الفنية والرياضية التي تناسب كل فئة عمرية، مع التركيز على أهمية إشراك الأسرة في العملية التربوية عبر التواصل المستمر مع الأولياء، وتنظيم دورات تكوينية خاصة بالأولياء والأساتذة لمواكبة المراحل التعليمية والتوعوية والاشتراك في تقويم السلوكيات السلبية، وذلك لا يمكن أن يتم إلا وفق استراتيجية متكاملة يتم تبنيها على أعلى مستوى…

إلا أن بعض المتتبعين يرون ان هذه الأمور لا يمكن ان تتم في ظل نظام عسكري فاشل، همه الوحيد هو السطو على ريع النفط والغاز، ومعاداة المغرب وجعله بعبعا لتخويف الشعب الجزائري من عدو وهمي لا يوجد إلا في عقول الجنرالات الذين جعلوا من النزاع المفتعل في الصحراء المغربية مسألة موت أو حياة، وجعلوا سياساتهم كلها تسترشد بهذه العقيدة المرضية المعادية للمغرب…

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar