إيطاليا تهين تبون العسكر وأبواق الدعاية الجزائري تفشل في تضخيم زيارته لروما

في محاولة لإضفاء أهمية على زيارة الرئيس الجزائري المعين لإيطاليا، بادرت قنوات الصرف الإعلامي وذباب العسكر الالكتروني إلى النفخ في الحدث بسرد العديد من التفاصيل المتعلقة بالزيارة كتوابل لجعل الرأي العام الجزائري يهضم اسطوانة “القوة الإقليمية” و”الضاربة” كما يدعي ذلك تبون وأسياده…

وفي هذا الإطار، روّجت أبواق العسكر مقاطع فيديو لطائرة تبون العسكر محاطة بطائرتين عسكريتين إيطاليتين، ونفخت في الموضوع وقالت إن “إيطاليا خصصت مقاتلتين من سلاحها الجوي لمرافقة الطائرة الرئاسية ترحيبًا برئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي حل بالأراضي الإيطالية ظهر امس الأربعاء”.

إلا  أن الواقع شيء آخر، وهو ما لم ينتبه إليه الإعلام الدعائي الجزائري وحاول إخفاءه لكي لا يخدش الصورة المصطنعة التي خلقها وأحاط بها زيارة تبون لايطاليا، حيث إن روما كلفت وزير الشؤون الخارجية، لويجي دي مايو، باستقبال عبد المجيد تبون، الذي حل بروما أمس الأربعاء في إطار زيارة دولة قالت رئاسة الجمهورية الجزائرية، إنها تمت بناء على دعوة من نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، والذي كان من المفروض، من الناحية البروتوكولية، أن يكون هو المستقبل لرؤساء الدول، أو في مقام ثانٍ رئيس الوزراء ماريو دراغي.

عدم مراعاة البروتوكول المتعارف عليه، والمتمثل في استقبال رؤساء الدول من طرف رئيس الجمهورية الإيطالي، أو على الأقل من طرف رئيس الوزراء باعتباره رئيسا للسلطة التنفيذية في البلد ذي النظام الجمهوري البرلماني، يطرح العديد من الأسئلة حول مدى جدية تعامل روما مع الملفات التي يحملها تبون، وضمنها ملف صادرات الغاز الطبيعي وتطورات قضية الصحراء المغربية التي يحاول نظام العسكر الركوب عليها وإثارتها بمناسبة وبدونها.

للإشارة فقط، فإن إيطاليا كما باقي الدول التي لا تزال تتعامل مع نظام العسكر الجزائري، ترى “كوريا الشرقية” مجرد “محطة بنزين” ولا شيء آخر غير ذلك.

وتأتي زيارة تبون العسكر لايطاليا، بعد زيارة قام بها وزير خارجيتها لمراكش قبل أسبوعين، حيث التقى بنظيره المغربي ناصر بوريطة على هامش مشاركته في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، حيث أكد على “أهمية الدور الذي يضطلع به المغرب باعتباره قطبا للديمقراطية والاستقرار الإقليمي بمنطقتي الساحل والمتوسط”، كما عبر عن “دعم إيطاليا الكامل لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي ستيفان دي ميستورا من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل وواقعي وعملي ودائم ومقبول من كافة الأطراف لقضية الصحراء”.

وتحدث دي مايو حينها عن “الدينامية الكبيرة التي تشهدها العلاقات بين المغرب وإيطاليا والمستوى المتميز للتعاون الثنائي في كافة المجالات، لاسيما المجال السياسي والدبلوماسي والأمني ومكافحة الإرهاب”، مؤكدا على “الاهتمام البالغ بالحفاظ على تعزيز الإطار القانوني الذي يربط بين البلدين”.

هذه التصريحات الواضحة حيال ملف الوحدة الترابية للمغرب، هي التي دفعت الطغمة العسكرية بالجزائر إلى إرسال قناعها المدني عبد المجيد تبون إلى روما لمحاولة الضغط على “الطاليان” باستغلال ورقة الغاز، الذي أضحى يؤرق الدول الأوروبية بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا.

إرسال تبون إلى ايطاليا، سبقته مسرحية أخرى ألفها وأخرجها نظام العسكر الجزائري ومثل دور البطل فيها تبون العسكر، عندما طار إلى تركيا في زيارة رسمية مباشرة بعد انتهاء مؤتمر مراكش، وبعد تصريحات مولود تشاووش اوغلو الذي أكد دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي ووحدة المملكة الترابية، وهو ما أغضب كابرانات فرنسا واضطروا لاستنفار ذبابهم الالكتروني وأبواقهم الدعائية لتشويه تصريحات وزير الخارجية التركي، لكن ما حدث خلال زيارة تبون لتركيا كشف بالملموس مكانة “شرشبيل” لدى أنقرة…

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar