توقيع “فوضى في حديقة الشيطان” الرواية الأردنية التي تفضح جرائم البوليساريو

قدم الكاتب والروائي الأردني مصطفى القرنة، بدار الثقافة الوحدة بالداخلة، روايته “فوضى في حديقة الشيطان”، التي تحكي عن المأساة اللاإنسانية التي يكابدها المحتجزون الصحراويون في مخيمات تندوف.

وتميز حفل تقديم وتوقيع الرواية، المنظم من طرف المديرية الجهوية لقطاع الثقافة بالداخلة – وادي الذهب بتعاون مع الائتلاف من أجل الحكم الذاتي بالصحراء، بحضور رئيس المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال بالداخلة ورؤساء عدد من المصالح الخارجية ومثقفين وممثلي عدد من جمعيات المجتمع المدني.

وقال القاص والروائي المغربي عبد السميع بنصابر، في كلمة بالمناسبة، إن رواية “فوضى في حديقة الشيطان” هي عمل أدبي رائع لا شك أنه سيثري الخزانة الأدبية العربية، بما يحمله من هم إنساني في قالب أدبي لا يخلو من جمالية.

وأبرز أن هذه الرواية، التي صدرت في طبعة مميزة فنيا في 212 صفحة من الحجم المتوسط وبغلاف يمثل صورة مركبة، تلامس مضامين المتن الحكائي للعمل، من خلال طوابير لمجندين، تغيب وتغيم ملامحهم في فضاء صحراوي.

وأضاف السيد بنصابر، ابن مدينة الداخلة، “ولأن العنوان يشكل إحدى أهم العتبات النصية، فقد جاء لافتا للانتباه صادما.. مثيرا للتساؤلات، منسجما مع الفوضى الفنية التي تطرحها الصورة المركبة للغلاف..”.

وتابع أن الشخصيات في رواية “فوضى في حديقة الشيطان” تعبر عن مكنوناتها بمقاطع حوارية قصيرة، لكنها صادمة في معظم الأحيان.. فبين الحسرة على ما آل إليه الوضع الإنساني للمحتجزين، والرغبة المتجددة في التحرر من قيود الجلادين، يتولد الحوار القوي التلقائي الذي يصور نفسية كل شخصية، ويسلط الضوء على موقف كل فئة..

وأشار إلى أن الكاتب مصطفى القرنة يطوع قلمه مميطا اللثام عن واقع الترحيل القسري للأطفال وتجنيدهم لحساب أجندات سياسية معلومة.. ضدا على كل الاتفاقيات الدولية التي تقر بحقوق الإنسان في كل زمان ومكان.

وأبرز السيد بنصابر أن فضاءات الحكي في رواية “فوضى في حديقة الشيطان” تتنوع بين كثبان الصحراء والمخيمات وبعض المدن.. وفي كل مرة، يتم رصد ذلك الإسقاط النفسي والذهني الذي تمارسه الأمكنة على أمزجة الشخصيات.. ، مضيفا “ولا عجب طبعا، فالمكان، في الغالب، يسكننا أكثر مما نسكنه..”.

من جانبه، قال مصطفى القرنة، إن هذه الرواية هي عمل سردي يتطرق إلى عائلة صحراوية تم ترحيل ابنها بشكل قسري إلى أمريكا اللاتينية حيث يلاقي العديد من الصعوبات في مزارع شبه نائية ومعسكرات للتدريب العسكري، مثل الكثير من الأطفال الصحراويين.

وأكد الكاتب والروائي الأردني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن رواية “فوضى في حديقة الشيطان” تضم الكثير من الصور الصعبة والصادمة، والتي حاول من خلالها وصف ما يجري في الجانب الآخر.

وفي تصريح مماثل، أكد رئيس المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال، عبد القادر الفيلالي، أن موضوع الرواية يندرج في صلب عمل المركز وانشغالاته، معتبرا أنه بالرغم من اهتمام المركز بالجانب الأكاديمي البحثي، إلا أن هناك شقا ثقافيا يرتبط بالنص والسرد كمجال لبحوث مستقبلية في مجال تجنيد الأطفال.

وتميز هذا الحفل بمداخلات لكتاب وباحثين ومهتمين وصحافيين قدموا خلالها قراءات في “فوضى في حديقة الشيطان”، وأجمعوا فيها على أن الرواية تناولت موضوعا لم يتم التطرق إليه من قبل، منوهين بعمق تيمة الرواية من خلال تعريتها للفضائح والفظائع التي تشهدها مخيمات تندوف.

وتجدر الإشارة إلى أن الكاتب مصطفى القرنة، الرئيس الأسبق لاتحاد الكتاب الأردنيين ورئيس تحرير عدد من المطبوعات، هو من مواليد 1965 في بيت لحم. وقد صدرت له العديد من الأعمال في مجال الرواية والإبداع الأدبي التي تمت ترجمة العديد منها إلى لغات كثيرة.

ويضم الائتلاف من أجل الحكم الذاتي في الصحراء، الذي تأسس في يوليوز 2019، رجال قانون وأكاديميين وباحثين وإعلاميين وأعضاء مؤثرين من المجتمع المدني، من جنسيات مختلفة بخمس قارات، يمثلون 155 دولة حول العالم.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar