الفاتحي: مناورات الأسد الإفريقي على أرض المغرب تأكيد على قوته وتموقعه

قال عبد الفتاح الفاتحي، محلل سياسي ومتخصص في القضايا المغاربية، إن المغرب وبعد سلسلة من مناورات الأسد الإفريقي وبمشاركة العديد من الدول الأوربية والأفريقية، يسعى إلى استثمار هذا التراكم الناجح في التعاون العسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية بالقدر الذي يجعل نفوذه أكثر تأثيرا على المستوى القاري والدولي.

وأضاف الفاتحي في تصريح ل”تليكسبريس”: “إذ يواصل المغرب تقليد هذه المناورات، فإنها من جهة تعكس الثقة الدولية التي بات يحظى بها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وباقي الدول المشاركة، ومن جهة لاستثمار التأكيد على تموقعه الاستراتيجي”.

وأوضح الدكتور الفاتحي: أن “مناورات الأسد الإفريقي تأتي اليوم على وقع زيادة  التوتر الدولي بين الغرب وروسيا، وهو ما يمكن المغرب من الاستفادة من أحدث طرق إدارة الحرب وعلى أحدث المعدات العسكرية التقنية والتكنولوجية، مما سيزيد من قوة نفوذه العسكري بالقدر الذي يؤمن به استثماراته الإفريقية التي تتصاعد يوم بعد يوم”.

وزاد بالقول: “ولأن تمرين “الأسد الإفريقي” تجربة نوعية تتوق الدول إلى الاستفادة منها، فإن المغرب وهو ينظمها تحت إشرافه فلأنها عنوان على تعزيز الكفاءة العسكرية المغربية تقنيا ولوجستيكيا وتدبيريا.”

وعرج الفاتحي أيضا على تنظيم المغرب للاجتماع الوزاري الأول لدول إفريقيا الأطلسية، بمشاركة 21 بلدا مطلا على الواجهة الأطلسية، حيث قال الفاتحي، إن ذلك “يدعم فكرة تخطيط المغرب لتشكيل إطار عسكري وجيوستراتيجي لدول لها شراكات أمنية تحمي الاستثمارات الدولية في المنطقة وتواجه التحديات الأمنية المطروحة على إفريقيا اليوم، ولا أعتقد أن الاجتماع الوزاري الأول لدول إفريقيا الأطلسية وهو ما يجعل من محاوره: الحوار السياسي والأمني والسلامة والاقتصاد الأزرق والربط والبيئة والطاقة، إنما يؤسس للدول الأطلسية التي ستعرف مرور أنبوب الغاز النيجري المغربي”.

وعن سؤال ل”تليكسبريس”عن مغزى إقامة جزء من تدريبات الأسد الإفريقي بالصحراء المغربية، قال الدكتور الفاتحي: إنها “تحمل دلالة رمزية، فحين يحرص المغرب على أن يجعل أجزاء من الصحراء مسرحا لإقامتها، فإن في ذلك دلالة على السيادة العسكرية والأمنية والإدارة للمغرب على كامل ترابه، بل ومستعد للدود عنها كيفما كانت التهديدات.”

وخلص الفاتحي: أن “من شأن هذه المناورات التي تتطور فعالياتها كما ونوعا، بأن تجعل من المغرب قوة عسكرية قوية وذات نفوذ متنامي يستوعب التحديات الأمنية في منطقة الساحل والصحراء، ولذلك فهي مناورات تزيد من فعالية قدرات الجيش المغربي القتالية مهاراتيا وتقنيا، بما يمكنه من مواكبة تنامي الخطر الإرهابي بمنطقة الساحل الإفريقي، لا سيما أنه يُعوّل عليه للعب دور أساسي في محاربة الجماعات المسلحة بتلك المنطقة”.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar