الجزائر..السلطات تمنع المواطنين من إحياء ذكرى “الربيع الأسود” ببجاية

قالت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان إن سلطات ولاية بجاية، شرق العاصمة الجزائر، منعت أول أمس السبت، مواطنين من إحياء ذكرى “الربيع الأسود”.

وأشارت المنظمة الحقوقية في بيانها إلى أن عددا من عائلات الضحايا الذين سقطوا في هذه الأحداث مُنعوا من زيارة المقبرة من أجل “الترحم على أرواح ذويهم”.

وأضاف المصدر ذاته “منذ الصباح، تم تطويق المقبرة بالشرطة وغلق البوابة الرئيسية بالسلاسل والأقفال عند حضور عائلات الضحايا مع عدد قليل من المواطنين كالمعتاد في كل ذكرى منذ 20 سنة”، مؤكدا أن “الشرطة رفضت دخول الحاضرين إلى المقبرة ووضع إكليل من الزهور والترحم على أرواح أبنائهم”.

وحسب المنظمة الحقوقية فقد “باءت جميع محاولات إقناع رجال الشرطة بالسماح للعائلات بالدخول إلى المقبرة بالفشل”.

وقبل 20 عاما، اندلعت احتجاجات “الربيع الأسود” الدامية في منطقة القبائل بالجزائر، بعد وفاة ماسينيسا كرماح، الطالب في المدرسة الثانوية داخل مقر للدرك الوطني، تبعتها مظاهرات احتجاجية غاضبة واجهتها مصالح الأمن بقوة السلاح والنار.

وانطلقت الشرارة الأولى لهذه الأحداث بتاريخ 18 أبريل 2001، عندما  توفي طالب في الطور الثانوي يُدعى “ماسينيسا كرماح”، يبلغ 18 عاما، بعد إصابته بجروح خطيرة جراء طلقات نارية في منطقة بني دوالة بتيزي وزو، شرق الجزائر العاصمة.

وكان سكان منطقة القبائل يستعدون لإحياء الذكرى الحادية والعشرين لـ”الربيع الأمازيغي” في  20 أبريل 1980.

وأعلنت السلطات الجزائرية قبل عام منع أي تجمع أو حركة احتجاجية في الشارع دون الحصول على ترخيص رسمي مسبق من قبل مصالح وزارة الداخلية، وبررت موقفها بسعيها لمحاصرة فيروس كورونا المستجد، وهو مبرر لا يستند إلى الواقع إذ الحقيقة تتجلى في رغبة نظام العسكر القضاء على ما تبقى من حراك شعبي.

وتم اتخاذ هذا القرار في أعقاب انطلاق النسخة الثانية من مسيرات الحراك الشعبي، شهر مارس 2021، أي  بعد مرور عام على ظهور الوباء.

ولم يصدر أي توضيح رسمي من قبل السلطات الولاية لبجاية للتعليق على ما وقع في مقبرة المدينة نهار أمس السبت.

مقابل ذلك، اعتبرت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أن منع مواطنين من إحياء ذكرى “الربيع الأسود” يعتبر “سابقة خطيرة”، كما دعت السلطة إلى التخلي عن الحل الأمني لتغير مسارها وتشرع في انفتاح سياسي وديمقراطي”.