في خضم خلافها مع الجزائر..إسبانيا ترفع تدفق الطاقة في اتجاه المغرب

رفعت اسبانيا مبيعات الكهرباء للمغرب إلى “مستويات قياسية”، وذلك منذ إيقاف الجزائر للأنبوب “المغاربي-الأوربي” الذي يمر عبر التراب المغربي.

ويأتي هذا الإجراء في خضم الأزمة التي تشهدها مدريد مع الجزائر، حيث قالت صحيفة “لا انفروماسيون” الإسبانية إن الطريق السريع للطاقة تحت مضيق جبل طارق بين إسبانيا والمغرب يعمل في الوقت الحالي بكامل طاقته.

وكانت إسبانيا قد رفعت، في يونيو الماضي، صادرتها من الطاقة إلى المغرب، من خلال الربط البيني بين البلدين والمعروف باسم “مشروع ريمو”، وذلك في خضم التوتر بين نظام العسكر في الجزائر وحكومة بيدرو سانشيز، بعد دعم مدريد لمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل سياسي واقعي وجاد ووحيد لملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وقالت صحيفة “لا انفروماسيون” إن الأرقام تظهر ارتفاعا كبيرا لتصدير الطاقة من إسبانيا إلى المغرب  بالمقارنة مع العام الماضي.

وكانت الجزائر قد توقفت عن إمداد إسبانيا بالغاز عن طريق المغرب، في نهاية أكتوبر 2021، عبر خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي، وذلك في محاولة فاشلة للضغط على المغرب الذي حقق نجاحات كبيرة وحشد دعما  دوليا منقطع النظير بخصوص قضية وحدته الترابية.

وقررت إسبانيا السماح للمغرب بالتزود عكسيا بالغاز عبر نفس الأنبوب الذي يمتد من الجزائر إلى إسبانيا عبر المغرب.

وتشهد العلاقات الجزائرية الإسبانية أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بعد قرار مدريد التاريخي القاضي بدعم مخطط الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، وهو ما اغضب كبرانات فرنسا ولجأوا إلى الضغط على مدريد من خلال ورقة الغاز، إلا أنهم وجدوا انفسهم معزولين وفي ورطة خاصة بعد ان حذرهم الاتحاد الأوروبي من مغبة المساس بمصالح اسبانيا ودول القارة العجوز.

وأعلنت رئيس العسكر عبد المجيد تبون، بإيعاز من الجنرالات، بداية يونيو الجاري، تعليق “معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون” التي أبرمت عام 2002 مع إسبانيا بعد تغيير موقفها بخصوص ملف الصحراء المغربية ودعمها لمخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب منذ 2007.

وتنص المعاهدة الإسبانية الجزائرية على تعزيز الحوار السياسي بين البلدين على جميع المستويات وتطوير التعاون في المجالات الاقتصادية والمالية والتعليمية والدفاعية.

وفي 18 مارس أجرت إسبانيا تغييرا جذريا في موقفها بخصوص ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، حيث أعلنت أنها تدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي كحل وحيد وجاد وواقعي لهذا الملف، ما أثار غضب نظام العسكر الجزائري الذي يعتبر الطرف الرئيسي في النزاع، فيما تبقى البوليساريو مجرد دمية طيعة في أيدي المتحكمين الفعليين في زمام الأمور بالجزائر.

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar