فاجعة الناظور..حليفة الجزائر كينيا تفشل في تأليب مجلس الأمن ضد المغرب واسبانيا

يعتقد نظام العسكر أن باستطاعة تعكير صفو العلاقات المتميزة التي تربط المغرب مع كل من اسبانيا والاتحاد الأوربي وكذا القارة الإفريقية، وذلك من خلال التصريحات البئيسة لبوقه عمار بلاني أو المناورات المفضوحة التي تحاول من خلالها الطغمة العسكرية تحريض بعض الأطراف وشراء الذمم والأصوات الرخيصة لتشويه صورة المغرب وضرب مصالحه.

وفي هذا الإطار، وكما فعل نظام العسكر مع تونس السنة الماضية عندما ورطها في ملف سد النهضة بين إثيوبيا ومصر والسودان،  لجأت الطغمة العسكرية إلى حليفتها/تابعتها كينيا في محاولة لاستصدار قرار إدانة من مجلس الأمن ضد المغرب واسبانيا بخصوص ما جرى من أحداث مأساوية بين الناظور ومدينة مليلية المحتلة، حيث لقي 23 مهاجرا سريا حتفهم وأصيب 76 آخرون بسبب التدافع وليس بفعل العنف الممارس ضدهم كما تحاول بعض الأبواق الرخيصة الترويج له.

وقامت كينيا من خلال مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير مارتن كيماني، وبإيعاز مفضوح من نظام العسكر الجزائري، بدعوة مجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة، يوم الاثنين المقبل، حول ما سماه كيماني عبر حسابه بتويتر بـ”العنف المميت الذي تعرّض له المهاجرون الأفارقة وهم يسعون إلى دخول إسبانيا عن طريق المغرب”.

مندوب كينيا كان يرغب في استصدار موقف ضد المغرب وتأليب أعضاء مجلس الأمن الدولي لإدانة المغرب، إلا أن محاولته هذه باءت بالفشل، حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت أول من عبر عن تحفظها من ادعاءات كينيا، كما أبدت كل من غانا والغابون وجهات نظر مختلفة عما ذهبت إليه كينيا، التي هاجمت المغرب واسبانيا قبل الاطلاع عن أي تحقيق في الموضوع ودون معاينة أشرطة الفيديو التي تظهر محاولة اقتحام سياج مليلية المحتلة من زوايا أخرى، وليس كما حاولت بعض الأطراف الترويج له من خلال صور ومقاطع مبتورة لا علاقة لها بما جرى على ارض الواقع…

الأخبار المسربة من داخل الجلسة المغلقة التي عقدها مجلس الأمن، أمس الأربعاء، لمناقشة ادعاءات كينيا، تفيد أن الاجتماع انتهى دون الوصول إلى اتفاق، حيث تباينت وجهات النظر بهذا الخصوص ورفض باقي الأعضاء اتهامات كينيا للمغرب واسبانيا دون أدلة وفي غياب أي تحقيق في الموضوع…

وهكذا فشلت كينيا ومن خلالها نظام  العسكر الجزائري، في تمرير مواقف عدائية ضد المغرب، لأن المنتظم الدولي أصبح يعي جيدا أن المملكة المغربية شريك أساسي لا محيد عنه في مجال محاربة الهجرة غير الشرعية وكذا محاربة الإرهاب، وأن ادعاءات وأكاذيب الطغمة العسكرية الجزائرية ونباح بعض الدول التابعة لها، لا تفيد في شيء لأن العالم لم يعد يقبل المتاجرة بالمآسي الإنسانية واستعمال ورقة الغاز سواء للضغط على بعض الدول، كما تفعل كوريا الشرقية مع اسبانيا أو شراء ذمم بعض الأطراف في محاولة لضرب المصالح المغربية…

للإشارة فإن ما قامت به كينيا ليس غريبا على هذه الدولة التي لاتزال تئن تحت وطأة نظام العسكر الجزائري، إذ أنها كانت دائما تقف إلى جانب الجنرالات في كوريا الشرقية والاصطفاف ضد المغرب ومصالحه من خلال دعم الأطروحة المشروخة للبوليساريو، وكلنا يتذكر ما قامت به عندما كانت رئيسة دورية لمجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي في شهر مارس 2021.

وكان المغرب قد عبر حينها وبشكل قاطع، عن رفضه جملة وتفصيلا، لما جاء في البيان المزعوم الذي نشرته كينيا باعتبارها الرئيس الدوري لمجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي شهر مارس 2021، كما أعربت المملكة عن استيائها من التصرفات غير المسؤولة والأساليب الملتوية، التي تنتهجها كينيا وحلفاؤها المعروفون بعدائهم لوحدة المغرب الترابية، حيث لم يقف الأمر عند حد إقحام ملف الصحراء المغربية في اجتماع قمة مجلس السلم والأمن ومفوضية الاتحاد الإفريقي، والتي كان حضور رؤساء الدول فيها ضعيفا..

وأعرب المغرب حينها عن استيائه من الأسلوب الملتوي الذي جرى انتهاجه، مشيرا إلى أنه رغم المقاومة النشطة والسجالات والمناقشات البناءة التي اتبعتها غالبية الدول الأعضاء لأكثر من 10 أيام، أخرجت كينيا -في اللحظة الأخيرة- البيان غير المعتمد أصلا.

وأدان المغرب التفرد بفقرة واحدة من أصل 19 فقرة أخرى واردة في قرار الدورة الاستثنائية 14 للاتحاد الأفريقي حول إسكات البنادق، مما يدل على التركيز الأعمى للمفوض المنتهية ولايته(آنذاك)، الجزائري إسماعيل شرقي، على العداء ضد المغرب، لاسيما وأن سجله وحصيلته على رأس مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، مشكوك فيها ومثيرة للكثير من التساؤلات…

هذه هي كينيا، وهكذا يتم التلاعب بها من قبل جنرالات الجزائر منذ سنين، حيث نتذكر جميعا أن الاعتراف بجمهورية الوهم الصحراوي تم سنة 1982، خلال الفترة التي كانت كينيا ترأس فيها منظمة الوحدة الإفريقية، من خلال رئيسها آنذاك دانيال أراب موي(ترأس المنظمة من 24 يونيو 1981 إلى 6 يونيو 1983)، وهو الاعتراف الذي تم بإيعاز من الجزائر التي كانت تصول وتجول آنذاك في القارة الإفريقية وتعيث فيها فسادا باستعمال ريع النفط والغاز…

إن المطالبة بالتحقيق في الأحداث المأساوية بسياج مليلية المحتلة، هو مطلب مغربي اسباني قبل أن تطالب به بعض الأطراف المغرضة لأسباب نعرفها جميعا، وهو ما انخرطت فيه بعض الأبواق سواء في الداخل أو الخارج، إلا أن المغرب ومعه اسبانيا يطالبان بالحقيقة كلها، أي أن يشمل التحقيق جميع الجوانب المرتبطة بالمأساة بما في ذلك، وهذا هو الأهم، الأطراف المتواطئة مع مافيات وعصابات الاتجار بالبشر وكذا المسارات التي مر بها هؤلاء المهاجرون، وأغلبهم من السودان، ومن منطقة دارفور بالتحديد حيث تنتشر التنظيمات المتطرفة، ويتفشى الفقر والاضطرابات الأمنية…

الوصول إلى هذه الحقائق سيورط نظام العسكر الجزائري، لأن بروفايلات المهاجرين المتورطين في مأساة الناظور، وطريقة تنفيذ الهجوم والأساليب المتبعة والأدوات المستعملة خلاله، تكشف بالملموس أنهم جاؤوا إلى المغرب عن طريق الجزائر، بعد أن أقدمت المخابرات العسكرية أو “عبلة” كما يسميها الحراك الشعبي الجزائري، على تسهيل مرورهم إلى المغرب لخلق بؤرة توتر مع اسبانيا وتعكير صفو العلاقات المتميزة بين مدريد والرباط، عبر استغلال ورقة الهجرة السرية بعد أن فشل نظام العسكر الجزائري في الضغط  باستعمال ورقة الغاز…

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar