مفكرون وعلماء يُبرزون فرادة إمارة المؤمنين في إعلاء قيم التعايش بين الأديان

أبرز المشاركون في المنتدى الدولي “الأصيل” لحوار الأديان، اليوم السبت بأبي الجعد، دور وتجليات التضامن بين الاديان في النهوض بالعيش المشترك والسلام العالمي.

وأكد المشاركون خلال هذا المنتدى، الذي نظمته جمعية الأصيل للتربية والثقافة والتنمية، على أهمية التضامن بين الأديان خاصة في الجانب المرتبط بالسلام والتكافل الاجتماعي في مختلف أبعاده الروحية والأخلاقية والحضارية، بالإضافة إلى بيان فلسفة هذا التكافل في العقيدة الإسلامية.

وأشاد مفكرون وعلماء دين وباحثون جامعيون مرموقون بالدور المركزي لمؤسسة إمارة المؤمنين في النهوض بقيم التضامن ، مثمنين عاليا فرادة إمارة المؤمنين في إعلاء قيم التعايش والتفاهم والحوار بين الأديان.

وفي هذا الاطار، أكد رئيس جمعية الأصيل، أحمد شهبونية، في كلمة افتتاحية لهذا المنتدى، أن هذا اللقاء يجدد تأكيد دور المملكة في تعزيز التكافل بين المسلمين وبين أتباع الديانات الأخرى، مذكرا بأن الجمعية تواصل التزامها بالعمل على حفظ التراث الثقافي المغربي وخاصة الإرث النفيس لأولياء مدينة أبي الجعد.

وأضاف أن محور هذا المنتدى يختزل مختلف مواصفات مجتمع التسامح الذي تدعو إليه المملكة باعتبارها نموذجا للارتقاء بالحوار الديني والتفاهم المتبادل بين المؤمنين من مختلف الديانات خدمة للتعايش والسلام العالمي.

من جانبه، قال رشيد أشحو، المنسق العلمي لهذا المنتدى، أن اختيار موضوع التكافل بين الأديان يأتي لتأكيد هذه القيمة الروحية العالية التي تسهم في ترسيخ الأخوة والسلم الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد، وكذلك بين مختلف البلدان والشعوب، بغض النظر عنانتمائها العرقي والديني.

وفي هذا الصدد، أكد أشحو أن فترة الوباء كانت خير مثال على اعتبار ان مكافحة هذا المرض مكنت تحقيق التضامن والمنفعة المتبادلة بين الشعوب من مختلف الأديان، مذكرا بدور الدين في القضاء على مختلف أشكال الأنانية.

وقال إنه “لطالما دعتنا هذه التجليات الى التفكير والحديث عن قيمة التضامن، مشيرا إلى أن التضامن يتضمن جملة من السلوكيات الإيجابية، التي تحملنا على إدراك معناه بشكل أدق وإظهار دوره وأهميته في تحقيق السلم والأمن والرفاه الاجتماعي”.

ويتعلق الامر هنا أيضا مرة أخرى بإرساء جسور التواصل التي تمكن من فتح حوار شعاره قبول الآخر كما هو، بروح التآلف والتعايش بغض النظر عن اختلافه الديني.

من جهته عبر الأستاذ بقسم علم اللاهوت والدراسات الدينية بجامعة جورج تاون بالولايات المتحدة، بول هاك، عن سعادته بالقدوم إلى أبي الجعد من أجل مقاربة هذا الموضوع الذي يؤكد حرص المملكة على تعزيز قيم التكافل بين الأديان، مؤكدا على أن المشترك الإنساني يظل محور هذا التكافل على اعتبار أن العلاقات بين الإسلام والمسيحية يشكل دليلا على هذا التعايش الذي ينبغي أن يظل حجر الزاوية بعيدا عن كل تمييز بين الهويات الدينية.

وشارك في أشغال هذا المنتدى كل من رئيس جماعة بني زرنتل، ورئيس جماعة الشكران، ورئيس مؤسسة الحبيب الناصري الشرقاوي للفكر والتراث، السيد محمد الناصري الشرقاوي، وأعضاء جمعية الأصيل، بالإضافة إلى باحثين وخبراء في علم الأديان يمثلون الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وفرنسا وإيطاليا.

وتضمن برنامج اللقاء عدة محاضرات حول تجليات التضامن الواردة في الرسائل البابوية، والتضامن في تصور الديانات، والتكافل الاجتماعي، بين القيم والسلوك، ودور التضامن في تعزيز السلام.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar