ما سر لقاءات محمود عباس مع وزير الدفاع الإسرائيلي بعد زياراته إلى الجزائر؟

مباشرة بعد رجوعه من الجزائر، حيث  شارك في مسرحية تخليد الذكرى الستينية لتسليم ماما فرنسا زمام تسيير شؤون مقاطعتها الإفريقية لوكلائها العسكريين، التقى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أمس الخميس، وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس.

ويأتي لقاء بيني غانتس ومحمود عباس بعد ستة أشهر على لقائهما في إسرائيل، شهر دجنبر 2021، ما أثار جدلا في صفوف الطبقة السياسية الإسرائيلية. ويأتي اجتماعهما الثاني هذا، في رام الله، مقر السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، قبل أقل من أسبوع من زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، في إطار جولته الأولى في الشرق الأوسط.

وقال مكتب غانتس، في بيان له، إن هذا “اللقاء النادر عقد لمناسبة عيد الأضحى ولمناقشة التنسيق المدني والعسكري مع اقتراب زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن”.

وأضاف “كان اللقاء إيجابيا. ناقش الطرفان التحديات الأمنية والمدنية في المنطقة.. واتفقا على مواصلة التنسيق الأمني بينهما وتجنب الأعمال التي قد تسبب عدم استقرار”.

من جهته، أكد عباس خلال اللقاء “أهمية خلق أفق سياسي” بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشددا على “ضرورة تهيئة الأجواء قبل زيارة الرئيس بايدن”، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية “وفا”.

هذا اللقاء يعد الثاني من نوعه، الذي يجمع محمود عباس مع وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، مباشرة بعد عودة رئس السلطة الفلسطينية من الجزائر، سواء بالنسبة للقاء دجنبر 2021 او لقاء أمس الخميس.

يذكر ان لقاء دجنبر 2021، جمع عباس مع بيني غانتس في بيت هذا الأخير، وذلك مباشرة بعد ان ظفر رئيس السلطة الفلسطينية بشيك بقيمة 100 مليون دولار سلمه إياه رئيس العسكر هبد المجيد توبن.

ويأتي لقاء أمس الخميس، بمقر السلطة الفلسطينية في رام الله، مباشرة بعد عودة عباس من الجزائر ولقائه مع زعيم حركة حماس هناك، وهي الزيارة التي سوق لها نظام العسكر الجزائري وروّجت لها أبواقه الدعائية، واعتبرتها فتحا عظيما.

لقاءات رئيس السلطة الفلسطينية مع وزير الداخلية الإسرائيلي، والتي تأتي مباشرة بعد زيارات عباس للجزائر، تطرح العديد من الأسئلة، التي تبقى الإجابة عنها غامضة رجح العديد من المتتبعين والمحللين أن تكون لها علاقة بمحاولات النظام العسكري الجزائري ربط الاتصال مع المسؤولين الإسرائيليين بشكل سري، وذلك من خلال استعمال محمود عباس ابو مازن كوسيط بين الجزائر وإسرائيل…

وفيما يرى بعض المحللين، خاصة في صفوف المعارضة الجزائرية، أن يكون عباس يلعب دور “المخبر المزدوج”، الذي يتكلف بإيصال معلومات وأسرار كل طرف إلى الطرف الآخر، بغض النظر عن صحة ومصداقية هذه المعلومات، يى البعض الآخر ان لقاءات عباس مع بيني غانتس تنسف كل الحملات الدعائية لنظام العسكر الجزائري الذي يدعي القيام بمبادرات لرص الصف الفلسطيني من خلال الجمع بين محمود عباس وزعيم حركة حماس اسماعيل هنية، وتجعل كل الصور التي تجمعهما مع تبون العسكر مجرد صور دعائية لا قيمة لها، خاصة إذا علمنا أن حركة حماس سبق ان استنكرت لقاء عباس وبيني غانتس في دجنبر 2021، حيث قال الناطق باسم الحركة حازم قاسم، آنذاك، إن اللقاء “مستنكر ومرفوض من الكل الوطني (أي كل الفصائل) وشاذ عن الروح الوطنية”، معتبر في بيان له أن اللقاء “تزامن مع هجمة المستوطنين على أهلنا في الضفة الغربية، (ما) يزيد من فداحة جريمة قيادة السلطة الفلسطينية”.

ولن نستبعد خروج حركة حماس ببيان آخر لاستنكار لقاء بيني غانتس مع عباس، أمس الخميس، في عقر دار السلطة الفلسطينية برام الله، وهو ما سيجعل مناورات نظام العسكر ومحاولاته الركوب على الورقة الفلسطينية تبوء بالفشل وتبقى مجرد مسرحية يسعى من خلالها الكابرانات تلميع صورة نظامهم المنهار، الذي يعيش آخر أيامه في ظل عزلة قاتلة سواء على المستوى الداخلي او الخارجي…

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar