منطقة الساحل والصحراء..البوليساريو في مرمى التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب

تدهور أمني متسارع تشهده معسكرات ميليشيات البوليساريو الإرهابية بتندوف، جراء التطاحن المتصاعد بين تيارات القيادة الانفصالية التي تكبدت نكبات سياسية وعسكرية غير مسبوقة، بعد فشل الطرح الانفصالي، وانكشاف القناع عن وجهها الحقيقي للعالم كجماعة تخريبية تعمل على زعزعة الاستقرار بالمنطقة.

الخطير في الأمر أن حالة الانهيار الأمني التي تشهدها تندوف في الوقت الحالي ليست معزولة، وإنما تأتي بالتزامن مع اندلاع موجة خطيرة من العمليات الإرهابية التي شهدتها عدد من دول الساحل والصحراء، عقب تصعيد التنظيمات الجهادية من وتيرة عملياتها الإرهابية، فقد أعلن الجيش المالي أمس الثلاثاء، أن مسلحين قتلوا 17 من جنوده و4 مدنيين في هجوم بالقرب من بلدة تيسيت الأحد الماضي، وكان قد أعلن قبل أيام قليلة عن مقتل 5 من عناصره وفقدان أثر ثلاثة آخرين في هجوم جنوب غربي مالي، في قرية سونا في منطقة كوتيالا، قرب الحدود مع بوركينا فاسو.

توالت الهجمات الإرهابية في دول الساحل، خلال الفترة الأخيرة منذرة بدخول المنطقة في مرحلة جديد من وضعية اللاأمن، التي اتخذت منحا تصاعديا بعد تحول مربع شمال مالي وجنوب الجزائر إلى وكر للإرهابيين الفارين من عمليات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في سوريا والعراق، وكذا من الجيش الوطني الليبي الذي أطلق عمليات تطهير واسعة في ليبيا.

ما يقع في معسكرات البوليساريو من تدهور أمني لا يمكن فصله عن السياق الخطير الذي تشهده منطقة الساحل والصحراء، بحكم الارتباط الوثيق بين ميلشيات تندوف وباقي الجماعات الجهادية بالمنطقة، وهي العلاقة التي وثقتها العديد من التقارير الأمنية والإستخباراتية، مؤكدة وجود أنشطة مشتركة بين البوليساريو وباقي الكيانات المسلحة، تشمل الاتجار في السلاح والبشر والمخدرات والتهريب.

وبينما يستعد المنتظم الدولي لوضع خارطة طريق مشتركة للقضاء على الخطر الإرهابي في الساحل والصحراء، تستجيب لواقع التغيرات الجيواستراتيجية التي عرفتها المنطقة ولواقع التحديات الأمنية التي باتت تؤرق بقوة الجانب الأوروبي، أصبح المغرب في مركز معادلة الحرب على الإرهاب في محيطه الإقليمي والدولي، بفضل يقظة مؤسساته الأمنية ونجاعة عملها الاستباقي، وسعي المملكة إلى احتضان العديد من الفعاليات العالمية لمحاربة الإرهاب، بل وفرض وجهة نظرها حول الصلة الوثيقة التي تجمع بين الإرهاب والانفصال، مما سمح للمغرب في التموقع بقوة داخل التوجه العالمي لتجفيف منابع الخطر الإرهابي.

وقد نجح المغرب بقوة في وضع البوليساريو على قائمة الكيانات المهددة للاستقرار في المنطقة، و لعل إدراج وزارة الدفاع الأمريكية اسم المغرب ضمن لائحة الدول التي ستستفيد من الدعم اللوجيستي للتصدي للخطر الإيراني، خير دليل على هذا النجاح الذي يعتبر خطوة من ضمن العديد من الخطوات التي قطعتها المملكة رفقة شركائها الدوليين للتصدي للخطر الإرهابي، والتي كان من ضمنها احتضان مدينة مراكش لمؤتمر التحالف الدولي لمحاربة داعش وتنظيم مناورات الأسد الإفريقي التي عرفت نسختها 2022 تمارين مكثفة لمكافحة الجماعات الإرهابية، وهي العمليات التي شهدتها منطقة المحبس المتاخمة لتندوف وذلك بحضور مراقبين عن حلف الناتو.

تفوق المغرب في قضية الصحراء المغربية لم ينتهي عند الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، والقرارات الأممية الجريئة التي دعمت الوحدة الترابية للمغرب من خلال استبعاد مقترح الاستفتاء، واعتبار مبادرة الحكم الذاتي الحل الوحيد على الطاولة، فالتفوق الكبير الذي نجح المغرب في تحقيقه كان حشد القوى الدولية لمحاربة الإرهاب الانفصالي، والذي تعتبر البوليساريو وعرابوها اكبر المتورطين في ارتكابه، وعند هذه النقطة بالتحديد يتحول النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، من دفاع مملكة عن وحدتها الترابية، ضد مليشيات انفصالية، إلى تحالف دولي للقضاء على الإرهاب الذي تعتبر البوليساريو اكبر المتورطين في ارتكابه في المنطقة، وأصبحت المملكة رائدا كبيرا في محاربته.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar