الذكرى 43 لملحمة “بئر أنزران”..عندما سحق بواسل القوات المسلحة الملكية مرتزقة البوليساريو

في الحادي عشر من شهر غشت لسنة 1979، سطر بواسل القوات المسلحة الملكية انتصارا كاسحا في معركة تصنف الى حدود الساعة من أكثر المعارك ضراوة، خلال حرب الصحراء المغربية ضد مليشيات البوليساريو الانفصالية المدعومة من محور المعسكر الشرقي بقيادة الجزائر.

دوت أول رصاصة فجر يوم السبت، بعد أن شن فيلق انفصالي مكون من 3000 مقاتل هجوما واسعا على قرية بئر أنزران ، التي كانت ترابط بها حامية تضم 800 جندي من خيرة أسود الجيش المغربي.

فتح مرتزقة البوليساريو النار من كل اتجاه بواسطة رشاشات متوسطة وثقيلة وقذائف الهاون، في محاولة لمباغتة عناصر الحامية العسكرية المغربية، إلا أن الجنود المغاربة الأشاوس تمكنوا من صد الهجوم الذي استمر حتى فترة الظهيرة، قبل ان تتدخل مقاتلات سلاح الجو المغربي اف 5 لتغير على 500 سيارة، وتدك ما تبقى من أرتال الميليشيات الانفصالية، التي لاذت بالفرار تجر خلفها ذيول الخيبة بعد أن تكبدت هزيمة نكراء، بلغت 500 قتيل وتدمير 60 مركبة بينما استشهد في صفوف الجيش المغربي 125 عسكريا.

البوليساريو من خلال شنها هذا الهجوم المباغت كانت تحاول تحييد الحامية العسكرية المغربية واختطاف الساكنة المحلية ونقلها الى معسكرات الاحتجاز بتندوف، لكن معلومات استخباراتية لطائرات الاستطلاع المغربية كانت سباقة لرصد الفيلق الانفصالي وتبليغ الحامية العسكرية التي كانت على أهبة الاستعداد لكسر عنصر المفاجأة، والتصدي للهجوم الانفصالي الغادر وتكبيد الغزاة المعتدين خسائر فادحة بالرغم من التباين الكبير للطرفين في عدد القوات المشاركة في هذه المعركة، إذ أن قوات الانفصاليين كانت تفوق بـ 4 أضعاف عدد الجنود المغاربة.

ولإحباط عمليات الجوسسة الالكترونية التي كانت عناصر البوليساريو تمارسها على أجهزة اللاسلكي المغربية للتصنت على الراديو كان الطيارون يتواصلون مع الجنود باللغة الأمازيغية. ولدعم القوات هناك سخر الجيش المغربي أسطولا من الطائرات العسكرية من طراز C-130H ، لنقل مجموعتين للتدخل السريع من الفيلق الثاني للمشاة المحمولة من بوكراع إلى نواحي بئر أنزران لتأمين القطاع بعد هروب البوليساريو.

معركة بئر أنزران تعتبر مرحلة مهمة في العمليات العسكرية الواسعة “عملية قدر” التي أطلقتها القوات المسلحة الملكية لاستعادة واد الذهب، وأدت هذه المعركة إلى إبطاء هجوم البوليساريو على الداخلة، وقد قام جلالة الملك الراحل الحسن الثاني بتكريم شهداء وجنود معركة بير أنزران في إفران في شتنبر 1979 ، وقال رحمه الله ساعتها، أن موقعة “بير أنزران” في جبين الجيش الملكي والقوات المساعدة كتاج يدل على أن الجندي المغربي لازال ذلك الجندي المغربي الذي له قيمته النضالية المعروفة في الشرق والغرب…”

وفي هذه الواقعة التاريخية أنشد الشاعر محمد الحلوي قصيدته اللامية التي يصف فيها كيف جر الأعداء ذيول الخيبة والتقهقر، وكيف تصدى لهم أبطالنا بكل شمم وإباء:

ذكـرتـنـا يـا أنــزار مــلاحـمـــا خـضـرا وأيـامـا بـهـن طـــوالا

مـن ضـل عـن وادي المـخــازن يلقنـا فـي سـاح أنــوال و فـي أمـغــالا

جــاؤوا يـجــرون الحـديـد بجحـفـل يمشـي الهـوينـي شـامخـا مخـتـالا

فتجـرعــوا كــأس المنـأيـا متـرعـا واستقبلــوا مـن جيشنــا أعـــوالا

و لـولا فـلـولا خـلـفـت أثـقـالـهــا ومضـت بسـابـق خطـوهـا الآجـالا

تـركـوا ضحـايـاهـم و جـروا خلفـهـم فوق الثـرى – مـن عارهـم – أذيـالا

مـا كـان أشـأمـه لـقـاء زلــزلــت فـيـه طـلائــع شـرهـم زلــزالا.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar