الصويرة.. إحياء الموسم السنوي الثقافي والديني لقبيلة أولاد تيدرارين الأنصار

أحيت قبيلة أولاد تيدرارين الأنصار، المنحدرة من الأقاليم الجنوبية للمملكة، موسمها الثقافي والديني، في نسخته 46، بتراب جماعة أولاد مرابط التابعة لإقليم الصويرة، وذلك تحت شعار “مغربية الصحراء حقيقة ثابتة لا نقاش فيها، والحكم الذاتي خيار استراتيجي”.

وشكلت هذه النسخة من الموسم الثقافي والديني، الذي نظمته على مدى ثلاثة أيام (12 – 14 غشت)، جمعية أولاد تيدرارين الأنصار للتنمية والثقافة والمحافظة على التراث، بشراكة مع جماعة أولاد مرابط، وبتنسيق مع مجلس جهة مراكش – آسفي، والمجلس الإقليمي للصويرة، والسلطات الإقليمية، فرصة لتبليغ رسالة للعالم مفادها أن “صحراءنا المغربية جزء لا يتجزأ من وطننا الحبيب”، كما عكست إشعاعا ثقافيا إقليميا، يمزج بين الثقافة الصحراوية والثقافة المحلية.

وقال رئيس جمعية أولاد تيدرارين الأنصار للتنمية والثقافة والمحافظة على التراث، عبد الرزاق تيدرارين، إن هذا الملتقى السنوي، الذي حضره، على الخصوص، عامل إقليم الصويرة، السيد عادل المالكي، ورئيس المجلس الإقليمي للصويرة، وأعيان القبائل الصحراوية، ورجال الأمن وممثلو السلطات المحلية، ونخبة من العلماء، يندرج في إطار لم الشمل وتعزيز صلة الوصل بين أبناء القبيلة أينما وجدوا في جميع أنحاء المملكة.

وأوضح السيد تيدرارين، في تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الموسم شكل أيضا مناسبة للتأكيد على مغربية الصحراء، وهو ما يعكسه شعار هذه الدورة، معبرا عن شكره لكافة أبناء قبيلة أولاد تيدرارين الأنصار، ولباقي القبائل على دعمها لهذا الملتقى.

من جهته، قال رئيس جماعة أولاد مرابط، جمال خنبوبي، في تصريح مماثل، إن “الموسم السنوي لقبيلة أولاد تيدرارين الأنصار، الذي يستأنف أنشطته بعد توقف بسبب جائحة كورونا، يضطلع بدور مهم بالنسبة لهذه القبيلة، والمتمثل في إحياء صلة الرحم بين جميع أبنائها داخل أرض الوطن من الشمال إلى الجنوب”.

وأضاف السيد خنبوبي أن برنامج هذا المموسم تضمن عدة فقرات، من بينها ندوات دينية وثقافية، فضلا عن الأنشطة المعروفة عند القبائل الصحراوية ب”الڭدرة”، وعروض خاصة بالفروسية.

من جانبه، ألقى رئيس المجلس العلمي المحلي للصويرة، محمد منكيط، كلمة ذكر فيها بوفاء وإخلاص المغاربة قاطبة إلى العرش العلوي المجيد، متوقفا، بالأساس، عند أهمية البيعة ووزنها ومقامها في العقيدة الإسلامية، والسنة النبوية الشريفة.

وقال السيد منكيط، في هذا الاتجاه، إن “أجدادنا وأسلافنا تربطهم بأولياء أمورهم هذه الرابطة المتينة”، مستشهدا، في هذا الصدد، ببعض الأحاديث النبوية المتعلقة بهذا الموضوع.

بدوره، أكد الغالي بوجناين، وهو أحد أعيان قبيلة أولاد تيدرارين الأنصار، أن الكل أجمع خلال الملتقى، الذي كانت القضية الوطنية حاضرة بقوة في مختلف فعالياته، أنه لا بديل عن مغربية الصحراء، وأن الحكم الذاتي هو الحل الوحيد لهذا النزاع المفتعل الذي طال أمده.

وأضاف السيد بوجناين أن الموسم مر في أجواء أسرية وأخوية، معربا عن اعتزازه بحضور أبناء قبيلة أولاد تيدرارين الأنصار من كل فج عميق، والذين تبادلوا الآراء والأفكار، في إطار تقوية جسور التواصل في ما بينهم.

وتجدر الإشارة إلى أن جمعية أولاد تيدرارين الأنصار للتنمية والثقافة والمحافظة على التراث تعنى، على الخصوص، بنشر القيم الدينية المبنية على السلم ونبذ العنف وترسيخ روح التضامن والتكافل الاجتماعي، إضافة إلى زرع روح المواطنة الصادقة للتواصل بين مكونات المجتمع والحفاظ على الموروث الثقافي الصحراوي المغربي.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar