“أين طائرات الإطفاء”…هشتاغ الجزائريين بعد فشل السلطات في إخماد الحرائق

أثار مصرع عشرات الجزائريين في موجة الحرائق التي تشهدها العديد من الولايات، غضب العديد من النشطاء والمدونين، حيث أطلقوا حملة في مواقع التواصل الاجتماعي عبر هاشتاغ “أين طائرات الإطفاء؟” لمساءلة الحكومة عن “سبب تأخرها” في اقتناء طائرة خاصة لمواجهة ألسنة النيران.

وعبر العديد من الجزائريين عن امتعاضهم من “تباطؤ” السلطات في اتخاذ الإجراءات الضرورية واتهموها بـ”عدم التخطيط المسبق لمواجهة مثل هذه الأخطار التي كانت متوقعة”، حسب ما ذهب إليه العديد من المدونين.

وعاشت الجزائر، العام الماضي، سيناريو مماثلا عندما اندلعت النيران في العديد من الجهات، خاصة في منطقة القبائل، وتسببت في هلاك وجرح عشرات من المواطنين وخسائر زراعية وطبيعية معتبرة، حيث كشفت الحكومة وقتها أنها قررت اقتناء طائرات خاصة لإطفاء النيران بهدف تجنب تكرار هذه التجربة الأليمة مستقبلا.

وعرضت قنوات تلفزيونية في الجزائر مشاهد لرجال الإطفاء، التابعين لمديرية الحماية المدنية وهم يواصلون عمليات إخماد النيران في عدة مناطق من الوطن،  بوسائل تقليدية تعتمد على  الخراطيم والصهاريج المتنقلة، وهو الأمر الذي لم يعجب الجزائريين، إذ أكدوا أن ذلك “غير كاف لمواجهة الخطر المحتمل لموجة الحرائق”.

طائرات معطلة..

بالمقابل، دافع وزير الداخلية الجزائري، كمال بلحود، عن المجهودات التي تقوم بها السلطات من أجل التحكم في الوضع.

وقال المتحدث، في تدخله عبر التلفزيون الرسمي ليلة الأربعاء، إن “الدولة وضعت إمكانيات ضخمة هذه السنة مقارنة بالعام الماضي، حيث تم تجنيد آلاف من الأعوان في الحماية المدنية مع وضع كافة الوسائل المتاحة للتصدي لموجة النيران المشتعلة، بما في ذلك الطائرات التي يملكها الجيش الجزائري”.

وكشف بلحود أن “الطائرات التي استأجرتها الجزائر من روسيا خصيصا لهذه الحوادث تعرضت إلى عطب تقني ما جعلها خارج الخدمة”، مؤكدا أنها “قيد الصيانة وقد تكون جاهزة بداية من يوم السبت المقبل”.

غضب من الحكومة..

وتعليقا على تأخر الحكومة الجزائرية في اقتناء طائرات جديدة خاصة بإطفاء الحرائق الطبيعة، كتب أحد المدونين “لا حول ولا قوة إلا بالله رحم الله الشهداء..وجب محاسبة المسؤولين.. أين الطائرات التي قالوا اشتروها.. عيب وعار على المسؤولين”.

ووجه مدون آخر رسالة إلى الرئيس الجزائري عبر حسابه في تويتر جاء فيها “أعتقد سيدي الرئيس أن فيه تقصير في المبادرة لإخماد الحرائق وأن الاحتياطات الاحترازية لم تتخذ بالجدية اللازمة. فكيف لطائرة عملاقة تصاب بعطب وأين باقي الطائرات التي تم طلبها من روسيا.. أعتقد أن فيه عدة أسئلة تطرح وعليكم وضع قطاع الغابات ومن يديرها تحت المجهر”.

في السياق نفسه، كتب أحد النشطاء  تدوينة جاء فيها: “يتحمل السيد وزير الداخلية مسؤولية مباشرة وهو مطالب بالتوضيح للرأي العام.. أين هي الطائرات التي اشتريت وأين هي الطائرات التي استؤجرت ؟ ولماذا وصلنا لهذا لوضع؟”

وردا على تصريحات وزير الداخلية كمال بلحود، نشرت البرلمانية السابقة، حسينة زدام،  على  حسابها بفيسبوك “عذر أقبح من ذنب، رحم الله الضحايا وألهم ذويهم الصبر والسلوان، فالطائرة التي كان يمكنها أن تجنبهم مصير اللهب أصابها خلل تقني حسب تصريح وزير الداخلية”.

وأضافت: “لنقل خيرا أو لنصمت.. نحن لسنا بحاجة لرسائل مواساة لكي نستر عجزنا..   الكوارث قد تحدث في أي دولة، لكن مسؤولية السلطة في أي دولة أن تكون في قلب الكارثة، ليس لتعويض الضحايا بعد تفحمهم، ولكن لإنقاذ الضحايا قبل أن يصبحوا أضحية لعجز نستره بالتعويض”.

وتابعت البرلمانية السابقة حسينة زدام بالقول: “نحن نتساءل أين طائرات الإطفاء.. أين أملاك العصابة.. أملاك  طحكوت المحجوزة وحدها كافية لشراء أكثر من 30 طائرة إطفاء.. مطلب منطقي م دمنا كل صيف نتحرقو وتتحرق الشجرة والحجرة والإنسان والحيوان”.

ونشرت مغردة أخرى على حسابها بفيسبوك قائلة إن “الدولة  كررت نفس أخطاء العام الماضي، ولم تضع مخططا لتفادي مثل هذه الحرائق.. أين هي الطائرات؟ أين المخطط  الاستعجالي  للدولة؟  أين هو  وقوف   الدول بجانب  الجزائر؟  أين الإعلام  الكاذب  من كل هذا؟  أين الشعب في تضامنه مع سوق أهراس وباقي الولايات؟”.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar