تركيا وإسرائيل.. تطبيع يفضح نفاق حماس وتناقضاتها

فيما دأبت حماس على مهاجمة وتخوين أي دولة عربية تبرم اتفاق سلام مع إسرائيل، لاذت الحركة بصمت مطبق بعد إعلان تركيا وإسرائيل تطبيع العلاقات.

صمت الحركة الإخوانية، تقول صحيفة العين الإماراتية، فضح تناقضاتها ونفاقها ومتاجرتها بالقضية الفلسطينية لمصالحها الخاصة.

وأضافت الجريدة، أن هذا التناقض جدد الاتهامات للحركة بالانتهازية والتناقض والمزاجية في مواقفها، وتطويع خطابها الأيديولوجي بشكل موسمي ووفقاً للأهواء وبما يخدم مصالحها.

وكانت حماس قد هاجمت المغرب بعد استئناف العلاقات مع إسرائيل ووصفته آنذاك بـ”الخذلان”، وهو ما لا تفعله مع تركيا التي تنعم بريعها وتستفيد من أموالها، وهو موقف يكشف عن سكيزوفرينيا ومرض نفسي مستبد بزعماء حماس وحقدهم البغيض تجاه المغرب والمغاربة رغم كل الدعم والمساندة التي تقدمها المملكة ملكا وشعبا للقضية الفلسطينية وللقدس الشريف…

وأعلنت إسرائيل وتركيا، يوم الأربعاء، عودة التطبيع الكامل للعلاقات بينهما، وعودة سفراء البلدين إثر اتصال هاتفي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال حساب رئاسة الوزراء الإسرائيلية على تويتر، إن “إسرائيل وتركيا تعيدان السفيرين”، في إشارة إلى التطبيع الكامل بينهما.

وشهدت العلاقات بين البلدين تطورا ملحوظا في الأشهر الماضية، مع تبادل الزيارات لكبار مسؤولي البلدين.

ورغم مرور 3 أيام على إعلان تركيا وإسرائيل تطبيع العلاقات لم يصدر عن حركة “حماس” أي تعليق حتى صباح اليوم الجمعة.

يأتي هذا في الوقت الذي كانت تسارع فيه الحركة بإدانة وتخوين أي دولة عربية تعلن عن اتفاق سلام مع إسرائيل، ولم تتوقف طوال الفترة الماضية عن توجيه انتقادات لتلك الدول والتشكيك -ظلما وبهتانا- في مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية.

انتقادات فلسطينية وعربية

تناقضات حركة “حماس” تجاه قضية التطبيع التي حرمته على الدول الخليجية والعربية واعتبرته طعنة في الظهر للفلسطينيين، وبررته ضمنيا لتركيا بصمتها المريب، وضع الحركة في مرمى انتقادات المغردين الفلسطينيين والعرب.

المغرد الفلسطيني باسم غرد قائلا: “موقف مستغرب.. حركة حماس تلتزم الصمت الرسمي بشأن الإعلان عن استعادة تركيا وإسرائيل التمثيل الدبلوماسي الكامل بينهما!”.

بدورها، قالت المغردة الفلسطينية نادية: “للأسف الشعب الفلسطيني مظلوم بحكامه، عندما طبعت الإمارات مع إسرائيل كل الإخوانيين طلعوا وهاجموها بأحقر الكلام، وعندما طبعت تركيا مع إسرائيل اليوم ولا أحد طلع واستنكر ولو حتى بكلمة، ما السبب؟ لأن كل مصالحكم بتركيا؟”. وأردفت: “للأسف حكومتنا سواء حماس أو السلطة يتاجرون بقضيتنا!”.

في السياق نفسه، غرد الكاتب والباحث السعودي يحيى التليدي قائلا: “من أخطر ما قامت به حماس هو أدلجة القضية الفلسطينية، وإخراجها من عمقها العربي لتصبح ورقة شعاراتية للأطراف التي ترتبط بها كإيران وتركيا وتنظيم الإخوان الدولي”.

بيان مثير للجدل

وتداولت حسابات على موقع “تويتر” بيانا مثيرا للجدل لحركة حماس تعلن فيه مباركتها ودعمها لقرار تركيا تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وسط هجوم شديد على حركة حماس، من الأطراف التي تعتقد بصحة البيان والأطراف المشككة في صحته على حد سواء.

المغرد عزام الشمري أعرب عن استغرابه من عدم نفي الحركة لصحة البيان رغم مرور ساعات طويلة على تداوله على مواقع التواصل.

وقال في هذا الصدد: “البيان الصادر عن حركة حماس والذي تعلن فيه مباركتها ودعمها لقرار تركيا تطبيع علاقاتها مع إسرائيل لا يمكن الحكم عليه بأنه صحيح أو مفبرك، ولكن سكوت قادة الحركة وعدم خروج تصريح رسمي ينفي مثل هذا البيان هو دليل يؤكد موافقتها عليه ورضاها عن محتواه!!!!”.

بدوره، قال المغرد د. محمد بن عبد الله العزام: “ما أدري عن صحة البيان المنسوب إلى حماس، لكنه يعبّر بشكل عام عن رأي حماس في تطبيع أي دولة يعتبرونها صديقة”.

الكاتب السعودي تركي الحمد علق بدوره ليرد على المستغربين من البيان قائلا: “ولماذا الاستغراب؟ فوالله لو أن تركيا وإسرائيل، أعلنتا وحدة اندماجية كاملة مع بعضهما البعض، لوجدت أمثال هؤلاء يجدون ألف مبرر ومبرر من أن ذلك يصب في مصلحة القضية”.

وأضاف: “ولو أن السعودية ودول الخليج أعلنت حربا صريحة على إسرائيل، لقالوا إن هنالك مؤامرة لتصفية القضية.. والرجل تدب وين ما تحب..”.

ورغم أن البيان المتداول لم ينشر في مواقع رسمية تابعة لحركة حماس أو محسوبة عليها، إلا أن الحركة لم تنف صحته حتى صباح الجمعة.

يأتي هذا فيما لا تزال الحركة تلوذ بصمت مطبق سواء حول إعلان تركيا وإسرائيل تطبيع العلاقات أو حول صحة بيان الترحيب بتطبيع تلك العلاقات المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar