عبيابة لـ “تليكسبريس”: الإعتراف الدولي بمغربية الصحراء تجاوز فرنسا وأوروبا

قال الحسين عبيابة، استاذ جامعي ومحلل سياسي، إن زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون غدا الخميس 25 غشت 2022 إلى الجزائر، تدخل في إطار العلاقات بين البلدين المضطربة منذ إستقلال الجزائر، ويحاول النظام العسكري إستغلال هذه الزيارة لفك العزلة عن بلاده وخصوصا مع دول الإتحاد الاوروبي.

 وأضاف الدكتور الحسين عبيابة في تصريح ل”تليكسبريس”، أن “الجزائر تحاول أن تقنع فرنسا بأخذ مسافة من موضوع الصحراء المغربية، لكن فرنسا تعرف كيف تستفيد من الجزائر بدون مقابل، لأنها تملك أرشيف الجزائر التاريخي الحقيقي الذي قد يكشف ذاكرة الإستعمار الفرنسي في الجزائر، ومنها نظرية مليون ونصف شهيد التي شكك فيها الجزائريون قبل الأجانب”.

 موضحا “أن تصريحات الرئيس الفرنسي الأول شارل ديكول، وتصريحات الرئيس الحالي ايمانويل ماكرون، حول الهوية الحقيقية للجزائر، تجعل الجزائر تتخوف من كشف العديد من الحقائق التاريخية للشعب الجزائري، بالإضافة إلى ملفات سياسية سرية تورط العديد ممن يتزعم الحركة الوطنية في الجزائر، وبالتالي، يضيف الحسين عبيابة، فإن فرنسا تمسك بما يكفي من المفاتيح القوية لتأخذ ما تشاء من الجزائر لسنوات طويلة، ويبدو أن الرئيس الفرنسي مبعوث من طرف الإتحاد الاوروبي لمد الغاز إلى أوروبا بدون شروط، لأن الإتحاد الأوروبي في ذلك ضرورة دولية لإستقرار أسعار الغاز والنفط.

علما أن الجزائر تستورد 80% من اجتياحاتها من دول الاتحاد الاوروبي، مع الأخذ بعين الإعتبار أن الإتحاد الأوربي يخاطب الجزائر وينظر إلى البديل في غاز نيجيريا، عن طريق مد خط نيجيريا والمغرب إلى أوروبا.

وحول قراءته لزيارة ماكرون الى الجزائر وعلاقتها بالمغرب، قال الحسين عبيابة، الذي شغل ايضا منصب وزير سابق وناطق رسمي باسم الحكومة: إن “علاقة المغرب بفرنسا تبقى إستراتيجية بين البلدين، رغم أن فرنسا ترى أنه سحب منها ملف الصحراء المغربية من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك تساؤل حول تأخرها بالإعتراف الرسمي بمغربية الصحراء، رغم المجهودات التي كانت تساند بها المغرب، يبقى هذا التساؤل مطروح، قد يكون مرتبط بتوقيت معين، لأن مصالح فرنسا بالمغرب أقوى بكثير من مصالحها مع الجزائر”، مضيفا:  أن “فرنسا العميقة تعرف جيدا التحولات الجيوسياسية القادمة وتعرف موقع المغرب فيها سيكون مهما جدا، ولاشك أن ملف الصحراء المغربية سيثار أثناء زيارة الرئيس الفرنسي، لكن ماكرون سينصح الجزائر في هذا الموضوع أكثر مما يدعمها، لأن الإعتراف الدولي بمغربية الصحراء تجاوز فرنسا وأوروبا، وأصبح حصريا في الأمم المتحدة لتجد حلا وحيدا وهو تطبيق الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، كما أن المغرب من حقه الدفاع عن مصالحه على المستوى الإقليمي والدولي، وأن مفهوم التعاون الدولي يجب أن يكون متوازنا لجميع الأطراف”.

ويذكر أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيزور الجزائر غدا الخميس 25 غشت 2022، لثلاثة أيام، يلتقي خلالها عبد المجيد تبون وينتقل بعدها الى مدينة وهران غرب البلاد، للقاء بعض الشباب وزيارة احدى الكنائس.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar