بعد الطماطم.. البصل المغربي يغزو الأسواق العالمية

بعدما كانت إلى عهد قريب الطماطم المغربية هي المنتوج المشهور والمعروف في الأسواق الدولية، ارتفعت في الآونة الأخيرة صادرات المغرب من البصل في ظل زيادة الطلب الخارجي الناجم عن تراجع الإنتاج العالمي بسبب ضعف التساقطات المطرية. ورغم تأثر إنتاج البصل في العام الحالي بضعف التساقطات المطرية، إلا أن الطلب الخارجي أتاح فرصا للمنتجين للتصدير في الفترة الحالية.

وفي هذا الصدد، صرح عبد النبي الزيراري، رئيس جمعية منتجي البصل بالحاجب وبوفكران، إلى أنه بسبب ضعف الموارد المائية في سياق الجفاف، تراجع متوسط الإنتاج في الهكتار الواحد في المناطق المسقية إلى 50 طن، مقابل 80 طن في سنة ممطرة.

وأفضى مستوى الإنتاج المحلي، حسب الزيراري، إلى ارتفاع أسعار البصل الأصفر في مناطق الإنتاج إلى ما بين 2.60 و2.80 درهم للبصل الأصفر و مابين 1.60 و1.90 درهم للبصل الأحمر.

وتشير البيانات حول أسعار البيع بالتقسيط للخضراوات إلى أن أسعار البصل تراوحت  أمس الخميس بجهة فاس- مكناس بين 6 و8 دراهم للكيلوغرام، و بين 4 و6 دراهم بأسواق جهة الرباط – سلا- القنيطرة، وبين  3و4 دراهم بأسواق جهة الدار البيضاء- سطات.

ويضيف الزيراري أن الموسم الأخير، عرف ارتفاع تكاليف الإنتاج بفعل الزيادة التي شهدتها أسعار المدخلات من قبيل الأسمدة والأدوية، حيث يؤكد أن المزارع  يتحمل في المناطق المسقية ما بين 30 ألف و90 ألف درهم من أجل توفير البصل في هكتار الواحد.

ويرتقب أن يزيد المزارعون مداخليهم في الموسم الحالي عبر تكثيف التصدير، بما يساعد على التخفيف من ارتفاع التكاليف، حيث يذهب الزيراري إلى أن 20 شاحنة غادرت في يوم واحد منطقة الحاجب محملة بالبصل الموجه للتصدير، مقابل 8 شاحنات في الفترات العادة.

ويوضح أن تلك الصادرات موجهة، بشكل خاص إلى بلدن في القارة الإفريقية والشرق الأوسط.

ويأتي ارتفاع الطلب على البصل من الخارج، بعد معاناة  دول غرب إفريقيا من ظروف مناخية غير ملائمة وارتفاع تكاليف البذور .هذا ما أدى إلى توقف التسويق في السنغال في الحادي عشر من غشت، أي شهرا قبل الموعد المعتاد.

وقد شرعت السنغال في الاستيراد مبكرا. ويعتبر المغرب من البلدان التي تزود ذلك البلد الإفريقي بالبصل بأسعار مرتفعة في الفترة الأخيرة، خاصة في ظل ندرة ذلك المنتوج بسبب قلة المياه في بولونيا وإسبانيا وهولندا.

وتبلغ المساحة المزروعة بالبصل في المغرب إلى 22 ألف هكتار، 6 آلاف هكتار منها، تقع بمنطقة الحاجب، التي توفر حوالي أكثر من ربع الإنتاج الوطني من تلك السلعة.

وتعتبر منطقة الحاجب بجهة فاس- مكناس أول مخزن للبصل وأول منتج له في المغرب، بمحصول يتجاوز 200 ألف طن  في العام الواحد.

ويذكر أن إنتاج البصل بالمغرب يصل إلى حوالي 900 ألف طن، ويمثل أكثر من 12 في المائة من الإنتاج الوطني لزراعة الخضراوات، حيث يأتي نصف محصول البصل بالمغرب، من جهة فاس- مكناس، ويبلغ متوسط المردودية 20 قنطارا في الهكتار في البور و50 طن في الهكتار في المدارات المسقية.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar