يا أمة ضحكت من جهلها الأمم: الجزائر تصنف نفسها كأول دولة أكثر سعادة في إفريقيا

عبد الله الأيوبي

ما علينا سوى أن نهنئ الشعب الجزائري الشقيق بالتصنيف الذي وضعته دولتهم باعتباره الشعب الأكثر سعادة في إفريقيا. وكما يقول المثل "من رأيته راكب القصبة فهنئه ركوب الحصان"، وعين الحسود فيها عود. ها هو الشعب الجار الأكثر سعادة من كل شعوب إفريقيا برمتها، وهي رسالة إلى سكان القارة السمراء للتوجه إلى هذا البلد حيث الجنة فوق الأرض.

 

لا تنتهي المضحكات المبكيات القادمة من بلد النفط والغاز، الذي تذهب خيراته للمؤامرة ضد المغرب. فبعد أن تم انتخاب عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس الذي ينتظر الموت، رئيسا للجنة الإفريقية لمحاربة الإرهاب، تم الترويج لهذا التصنيف المضحك، الذي لم ينجزه مركز موثوق به.

 

فلتصنيف الشعوب السعيدة هناك معايير دولية مضبوطة، تعتمد الدخل الفردي للمواطن، وهل يعقل أن يكون الشعب الجزائري سعيدا ودخل الموظف لا يكفي لشراء الخبز، أما وسائل العيش الأخرى فتكاد تنعدم بشكل نهائي، ولا وجود للخدمات، ومع ذلك فإن الأسطورة العسكرية تقول إن شعب الجزائر سعيد.

 

ونسي المروجون لهذا التصنيف من بين المعايير المعتمدة هو قيادس مدى انتشار الحريات والقدرة على التعبير دون خوف. واقع الحال يقول إن الجزائر بلد تكميم الأفواه والقمع الممارس على المواطنين خصوصا في منطقة القبايل، أما الصحافة فكلها تابعة للأجهزة ويكفي أن كلمة واحدة تكلف صحفيا حياته.

 

أهم ما كانت تعول عليه الجزائر في هذا التصنيف هو سياسة الدعم الاجتماعي، التي لم تكن سوى سياسة رشوة من أجل شراء سكوت المواطنين، لكن بعد انخفاض أسعار المحروقات في السوق الدولية تخلت عنها الحكومة بشكل فجائي، مما أجج غضب الشارع "السعيد" بالجزائر "السعيدة".

 

وتروج الحكومة، او الواجهة المدنية للنظام العسكري، ان الجزائر تتميز باحترام معيار عدم انتشار الفساد في المجال السياسي، وهذا أمر مضحك لأن الجزائر ينطبق عليها المثل المغربي "فين ضربتي القرع يسيل دمو"، والفساد هو عنوان للنظام بأكلمه وليس مجرد حالات متفرقة هنا وهناك بفعل سيطرة الجنيرالات على كل مفاصل الاقتصاد.

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar