الصحافة التقليدية باقية رغم هجمة الإعلام الالكتروني

 

تليكسبريس – وكالات

 

أفادت دراسة نشرت هذا الأسبوع في الولايات المتحدة أن المدونات والمقالات المكتوبة بأجهزة الكمبيوتر ومواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت تساهم في قطاع الصحافة الإخبارية لن تقضي على الصحافة المهنية.

 


وأوضح معدو هذا البحث بعنوان "صحافة ما بعد العهد الصناعي" من "تو سنتر فور ديجيتال جورناليزم" من جامعة كولومبيا أن الثورة التكنولوجية أدت إلى انفجار الإعلام وما واكب ذلك من عواقب سلبية وايجابية على وسائل الإعلام.

 


ويرى الباحثون أن هناك العديد من المجالات التي لا يمكن الاستغناء فيها على الصحافيين المهنيين واستخدام أجهزة أو متطوعين من مستخدمي الانترنت ("كراودسورسينغ") بدلا منهم.

 


وأكدوا أن "مهمة الصحافي النبيلة تتمثل في التحقيق حول المواضيع الاجتماعية الحقيقية مثل أزمة الكهنة المتورطين في دعارة الأطفال في الكنسية الكاثوليكية والاحتيالات في انرون وفضيحة 'فاست اند فوريو'" لتوزيع أسلحة على عصابات الجريمة المنظمة المكسيكية التي أطلقتها وزارة العدل الأميركية.

 


وأوضح معدو التحقيق سي.دبليو اندرسن وايميلي بيل وكلاي شيركي ان "الصحافي الذي يعتبر انه من يكشف الحقيقة، يشرح المعاني والواقع ولا يمكن استبداله بجهاز كمبيوتر قابل للتغيير".

 


غير انه في الوقت نفسه سمحت مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات ببلورة إعلام لم يكن متوفرا في الماضي.

 


وذكروا مثلا مقتل أسامة بن لادن الذي نقله أولا باكستاني على شبكة تويتر وتسونامي اليابان في 2011، الذي نقل الكثير من تفاصيله شهود عيان على الانترنت.

 


وأوضحوا أيضا أن أجهزة الكمبيوتر القادرة على تحويل عناصر خوارزمية إلى مقالات انطلاقا من معطيات رياضية أو مالية قد تسمح للصحافيين أن يوفروا الوقت للتركيز على المواضيع الجوهرية.

 


لكن زمن الرقمية أدى إلى "تدهور نوعية الإعلام في الولايات المتحدة" و"سيتفاقم الوضع قبل أن يتحسن" بينما "في بعض المدن الصغيرة التي ليس لديها صحف محلية سيتدهور بشكل كبير" كما يتوقع الباحثون.

 


ويرى معدو الدراسة أن النموذج السابق الذي كان يقوم أصلا على الدعاية لن يبقى كما كان وانه إذا أراد الإعلام الاستمرار "فيجب أن يكلف إنتاجه اقل بكثير من ذي قبل".

 


واعتبروا أن بداية زمن الرقمية يفرض استنباط نموذج اقتصادي جديد يجب أن يكون لينا.

 


ورأوا أن "الموارد يمكن أن تأتي من الدعاية والهبات والمستخدمين والمتبرعين وانه يمكن التوصل إلى خفض التكاليف بفضل المساهمات والتعامل مع أشخاص غير موظفين في الشركة والتعاقد مع أطراف غير موظفة واعتماد النظام الآلي".

 


ويستدل معدو الدراسة بمواقع ناشئة مثل هافتينغتون بوست التي تجمع أراء مساهمين خارجين معروفين لكنهم لا يتقاضون راتبا.

 


وأكدت الدراسة أن "مديرية هافتينغتون بوست أدركت أن من الأفضل لقرائها استخراج المعلومات من واشنطن بوست ونيويورك تايمز والتعليق عليها بدلا من التعاقد مع وكالات الأنباء".

 


ويرى معدو الدراسة أن "هناك مكانا لتحليل معمق ودقيق والريبورتاج الانطباعي الذي يبدو راقيا في فوضى الأخبار اليومية".

 


لكنهم يرون أن في هذه المرحلة الجديدة ستكون قليلة وسائل الإعلام التي ستنجو من الأزمة.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar