عودة محتملة للأمير مولاي هشام

 

تليكسبريس- محمد بوداري

 

ينتظر أن يعود الأمير مولاي هشام إلى المغرب وذلك بعد الأحداث والتغيرات التي عرفها المغرب في الشهور ألأخيرة، والتي تجاوب معها "الأمير الأحمر" من خلال تصريحاته على الشاشات التلفزيونية العالمية(فرانس24) أو على صفحات الجرائد والمجلات.كانت البداية مع تصريحه  للصحفي"مارك بيرلمان" على شاشة فرانس 24، أن "المغرب في حاجة إلى تطور وليس إلى ثورة" في إشارة إلى الأحداث التي تعرفها تونس ومصر وبعض دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط .

 

ففي استجواب له يوم 11 ماي2011،مع جريدة "ليكسبريس الفرنسية"، يمكن قراءة بعض التلميحات التي تشير إلى أن الأمير قد تعب من حياة الغربة إذ أنه لم يتمكن من إخفاء حنينه للوطن، كما أنه لم يفته التأكيد على أن الملكية جزء من تكوينه ومن هويته، أما بالنسبة للملكية فقد صرح أنه ليس ضدها شريطة إعادة مراجعتها بحيث تستجيب لمتطلبات العصر، فهو يعتبر أن الملكية تكتسب شرعية تاريخية وان الملك هو رمز الأمة، وإن كان شخص الملك يجب أن يبقى محصن ومصون. وبخصوص إمارة المؤمنين فإنه لا يرى مانعا في ذلك،.وبخصوص المطالبين بالمجلس التأسيسي الذي سيسهر على إعداد الدستور، قال الأمير أن هذا المطلب غير واقعي إذ أن المجالس التأسيسية يتم اللجوء إليها أثناء سقوط الأنظمة وميلاد أخرى.

 

ونظرا للحصافة التي يتميز بها، و كذا قدرته على القيام بالنقد الذاتي، فإن إمكانية عودة "الأمير الأحمر" إلى أرض الوطن غير مستبعدة، وخاصة بعد الأحداث التي عرفها المغرب بفعل الدينامية الاجتماعية والسياسية التي خلقتها حركة 20 فبراير، والآثار التي ترتبت عنها، إن على مستوى  المؤسسة الملكية أو على مستوى الفاعلين السياسيين.

 

لقد بارك الأمير الخطوات الأولى التي قام بها محمد السادس في  بداية عهده، (رجوع أبراهام  السرفاتي و إقالة  إدريس البصري والرحلة الملكية التاريخية لمنطقة الريف..). وقبل مغادرته الطوعية للمغرب إلى منفاه الاختياري في يناير 2002، لم يتوان في إعلان انتقاداته للنظام وكذا عقد الاجتماعات السرية لتسليط الضوء، على ما يعتبره، برنامجا بديلا.  وبموازاة ذلك، فتحت أمامه صفحات الصحافة الدولية وخاصة جريدتي  "لوموند" الفرنسية  و "إلباييس" الاسبانية، للتعبير عن أرائه المعارضة للنظام الجديد.إلا أن الاحباط الذي أصيب به جراء انحصار أفكاره بين مجموعة من الأصدقاء  وبعض الدوائر الضيقة التي ما أن غادر الأمير المغرب، حتى استكانت وارتكنت إلى حياتها الهادئة المخملية، أو رحلت إلى فضاءات أخرى أكثر حرية  وأكثر جاذبية، وذلك بفعل التضييق الممارس  عليها، وعدم قدرتها على الصمود نظرا لانتماءاتها إلى الأوساط المتبرجزة، وكذا رغبتها في تجريب حظها هناك حيث المجال مفتوح أمام الجميع لاثباث الذات والحصول على موطئ قدم بين بني البشر.

 

وإثناء العشر سنوات التي قضاها الأمير في منفاه الاختياري، حاول الابتعاد عن الأضواء واكتفى بالقيام بمهام الدبلوماسية العالمية خاصة في بؤر التوتر في العالم.إلا أن الأحداث الأخيرة التي عرفها المغرب وخاصة الدينامية السياسية والاجتماعية التي خلقتها حركة 20 فبراير، قد دفعت الأمير مجددا إلى الكلام وسلطت عليه الأضواء بفعل تصريحاته التي لم تعد راديكالية كما كانت قبل "الاغتراب".وهي المواقف التي رأى فيها المتتبعون إشارة إلى احتمال عودته إلى المغرب للمساهمة في المسلسل الإصلاحي الذي بدأ يلوح في الأفق.

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar