الدستور حرام أموال إشهاره حلال !

 


عزيز الدادسي

من كبرى الأثافي في المشهد الإعلامي المغربي، تلك المواقف الحربائية لأطراف تطفلت على مهنة الصحافة، مكتوبها وإلكترونيها، وجعلت منها مطية للكسب بأي ثمن وبأي طريقة ولو كانت ابتزازا.

 

منذ بدأ الحراك المجتمعي وعلت عقيرة الأصوات هنا وهناك حول مسار الإصلاحات السياسية،اختارت بعض المنابر الإعلامية مكتوبة والكترونية طريق مساومة الدولة وركوب قطار الفتنة والعدمية والظلامية، دون أن تعيد النظر في سلوكها بعد أن وضع الخطاب الملكي لتاسع مارس النقط على الحروف ، متجاوزا سقف المطالب التي رفعها الشارع و القوى السياسية بالبلاد، وبل والأكثر من ذلك ظلت هذه المنابر على موقف التضليل وقلب الحقائق وفق هوى القلة القليلة المشكلة من فلول ما يسمى ب"20 فبراير"، حتى بعد الخطاب الملكي التاريخي ليوم 17 يونيه، والذي نال إشادة الغالبية القصوى من الشعب المغربي.

 

موقف مفهوم من جهات تخدم إعلاميا أجندات لا تخفى على أحد، إلا أن ما فاجأ قراء هذه الصحف ومتصفحي هذه المواقع، قبولها نشر مواد إشهارية باهضة الثمن من وزارة الداخلية تبين مزايا مشروع الدستور الجديد وما لقيه من ترحاب لدى المواطنين المغاربة الذين تنعتهم ب"البلطجية".

 

بكل صراحة، ليس هنالك من تعليق على هذه المنابر سوى القول الدارج"الله ينعل اللي ما يحشم"، وذلك بعد أن انكشفت حقيقة الذين يأكلون الغلة و يسبون الملة.

 

ولقد كان حريا بأصحاب هذه المنابر التي لا تعرف لتقدير الوطن والشعب طريقا أن يبقوا "منسجمين" مع عنادهم لمصلحة المغرب و مع الخط الذي ارتضوه لهم، لكن عبوديتهم لإغراء بريق المال أعمى بصائرهم، وجعلهم مرة أخرى يعرون عن عوراتهم المكشوفة أمام الشعب.


واليكم أن تتمتعوا في مواقع إلكترونية كانت الى حدود أمس تشكل معارضة الدستور، وجرائد يومية كانت منحازة لخندق الإبتزاز فظهرت صفحاتها براقة وبألوان زاهية تطبل للدستور الجديد، وكل ذلك مدفوع الثمن حتى أن جريدة مثل أخبار اليوم صدرت بورق صقيل وعناوين ومقالات مثل عناوين ومقالات رسالة الأمة. لقد صدق من قال" دهن لو حلقو ينسى لي خلقو"

 

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar