الشبيبة الاستقلالية تتجاوز الحزب وتقترح الامازيغية لغة رسمية للدولة

 

محمد بوداري


قدمت الشبيبة الاستقلالية  تصورها الخاص للدستور المغربي الجديد وذلك بفندق فرح بالرباط يوم الثلاثاء 10 ماي 2011، وفيما يخص الأمازيغية، فإن الشبيبة تجاوزت نظرة الحزبـ معتبرة الأمازيغية لغة رسمية للدولة إلى جانب اللغة العربية.وبهذا تكون الشبيبة قد شقت عصى الطاعة مؤكدة من خلال سلوكها هذا بأن الحزب ليزال لم يستوعب بعد ما يجري في المجتمع من حراك وجب الإنصات له واتخاذ الخطوات اللازمة على المستوى الفكري والسياسي.

لقد برهنت الأحداث الأخيرة التي عرفتها بلادنا، وخاصة تلك المرتبطة بالدينامية الاجتماعية والسياسية التي فجرها شباب 20 فبراير،أن هناك لاعبين جدد في الساحة السياسية المغربية،وأن قواعد اللعبة السياسية تستدعي الإنصات لهم، وأخذهم بعين الاعتبار في أي محاولة تروم التأثير على القرار السياسي في البلاد.

ومن المؤكد الآن، أن الأحزاب السياسية وجدت نفسها محرجة أمام شبيباتها التي تتوق إلى الحرية ورفع الحجر عنها، والتي تحاول اللحاق بشباب 20 فبراير ومسايرة خطواتها الاحتجاجية.وذلك في محاولة منها غسل العار الذي لحق بأحزابها، جراء تشبث هذه الأخيرة بالتمثلات العتيقة للسياسة، ونهجها لأسلوب المهادنة والتوافقات مع النظام للمحافظة على مصالحها الخاصة.وهكذا انتفضت هذه الشبيبات معلنة اختلافها مع هيئاتها المركزية، وذلك بعقد الندوات وتنظيم اللقاءات التي تعبر من خلالها عن مواقفها من الأحداث التي تعرفها الساحة السياسية بالبلاد ،مقدمة اقتراحاتها بشان التعديل الدستوري المرتقب.بل هناك من الشبيبات من ابتدعت بعض الأسماء للتميز والبرهنة على مجاراتها لحركة 20 فبراير،والوقوف في خندقها،واضعة بذلك أحزابها في حيرة من أمرها وذلك بسبب الإحراج السياسي الذي تسببت لها فيه.ويعتبر الخروج الإعلامي للشبيبة الاستقلالية نموذجا لهذا السلوك الفجائي الذي أربك حسابات الأحزاب السياسية.

ففي تصور الشبيبة الاستقلالية للدستور الجديد نقرأ  في الفصل الرابع من الباب الأول الخاص بالأحكام العامة:

1ـالعربية والامازيغية لغتان وطنيتان.

2ـالعربية و الأمازيغية هما اللغتان الرسميتان للدولة ـ مع مراعاة الفقرة الثالثة من هذا الفصل ـ في الإدارة و المؤسسات العمومية والشركات التي تحل محلها والجماعات  الترابية والإقتصاد.

3ـ تلتزم الدولة بتأهيل وتعميم اللغة الامازيغية عبر المدرسة لتحتل رسميتها في الإدارة و المؤسسات العمومية والشركات التي حلت محلها والجماعات الترابية والاقتصاد إلى جانب اللغة العربية.

4ـ تلتزم الدولة بالحفاظ على التعبيرات الثلاثة للامازيغية تامازيغت،تشلحيت،تاريفيت.

 

وبالعودة إلى الموقف الرسمي لحزب الاستقلال، فإن هذا الأخير يقترح  التكريس الدستوري للطابع ألتعددي للهوية المغربية ،بتنوع روافدها وفي صلبها الأمازيغية ثقافة وتعبيرا  ولغة لجميع المغاربة،شأنها شأن اللغة العربية كلغة وطنية للجميع ،يفرض توفير جميع الضمانات القانونية والحماية اللازمة لها في الوثيقة الدستورية، وتأهيلها وتمنيعها وتطويرها بما يكفل هذا الطابع ألتعددي، في أفق فرض مكانتها الجديرة بها في وطننا، بتضامن و تكافل وتناسق مع اللغة العربية ،لمواجهة المد اللغوي الأجنبي في حياتنا الإدارية و العامة.

 

من خلال هذا المثال، يتبدى لنا التناقض الحاصل بين الموقفين،ولئن كان موقف حزب الاستقلال من الأمازيغية  معروفا،ويعبر عن الخلفية الفكرية للحزب، والتي لا تنظر إلى الهوية إلا بمنظار العروبة والإسلام وهو موقف أيديولوجي لا يحيد عن النموذج اليعقوبي الذي يتمثل الوحدة في كل شيء. فإن موقف الشبيبة لا يمكن فهمه إلا من خلال ربطه بما يجري من مستجدات في الساحة السياسية و الاجتماعية المغربية، والرهان على اللحاق بشباب 20 فبراير، الذي بات يفرض نفسه على أكثر من مستوى. وما الموقف من الامازيغية إلا تعبير عن هذا التحول. وهو في جانب آخر يعبر عن نوع من "البرغماتية السياسية" بحسبان الربح والخسارة في هذا الصدد.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar