كلشي عاق: عندما يختبئ السياسيون وراء اللافتات

 

عزيز الدادسي

كشفت حركة 20 فبراير من خلال المظاهرات التي قامت بها منذ الشهرين الماضيين، عن ظاهرة التيارات السرية والخلايا النائمة داخل بعض الأحزاب الممثلة داخل البرلمان والبلديات، وهذه الأجهزة والتنظيمات أخذت وجوها نضالية غريبة بتبنيها لشعارات ولافتتات تمرر من خلالها خطابا سياسيا يستهدف بعض رموز الدولة ومؤسساته الرسمية.

 

وقد تابع الجميع مدى اختباء الأحزاب وراء هذه الحركات الشبح، التي رصدت ميزانيات مهمة لطباعة الشعارات والصور والمطالب التي لم تجرأ هذه الأحزاب الرسمية على الجهر بها رغم أن الدولة سخرت لها كل وسائل التعبير الحر.

 

ونجد هذه الحركات أغلبها يتحرك بطريقة "التليكومند" عند بعد وعن طريق مسؤولين حزبيين وجمعويين لهم أكثر من وجه في مخاطبة الشعب والمؤسسات الرسمية.

 

وقد خلفت هذه الظاهرة في أولها انتعاشا ملحوظا للمطابع التي كانت الى حدود بداية السنة منزوية لا أحد يساوم منتوجها البائر.

 

لكن جمعيات وتيارات ولوبيات تريد النيل من شخصيات بعينها أغدقت المال الكثير على هذه المطابع حتى أصبحت تشكو من الطلب الزائد عن العرض، مما جعل أثمان اللافتات تصل الى درجة خيالية، وكان طبيعيا أن تظهر آثار النعمة على اصحاب المطابع الرقمية المنتشرة في البلاد والتي أغلبها يشتغل بدون أدنى حد للقوانين المعمول بها في هذا الشأن.

 

وقد سبق أن تم ضبط أزيد من مطبعي خارقا القانون أمام زخم الطلب على طباعة اللافتات والصور، وهم يتعاملون مع الزبناء بشكل فوضوي ولا ينضبطون لقانون الصحافة والنشر الذي قد يؤدي بالمطبعي لعقوبة سالبة للحرية إن هو قام بطبع مطبوعات تحمل عبارات أو صور منافية للقانون، فما بالك أنها تحرض المواطنين على الشغب وإذكاء الحقد والضغينة على رموز البلاد ومؤسساته.

 

لم يعد من المنطق في ظل الحراك السياسي الذي يعيشه المغرب والحرية التي أصبح الجميع يشهد بها أن نرى حزبا سياسيا ممثلا ببرلمانيين ومستشارين، وأطر في مؤسسات الدولة يقوم بمثل هذه السلوكات الصبيانية بأن يحرض جمعيات وتيارات تابعة له بأن تشعل فتيل الفتنة وتصفية الحساب مع رموز الدولة ومؤسساته.

 

وهنا يطرح سؤال جوهري هل الأحزاب والجمعيات المسيرة لحركة 20 فبراير أو التي تستغلها لقضاء مآربها وتصفية حساباتها الضيقة، تعلم بأن الدولة وضعت لها كل وسائل التعبير، من صحافة وتلفزيون وبرلمان تمكنهم من إبداء كل ما يخالجها، أم أن في إختيار هذه الأحزاب لهذه الطريقة المنافية للقانون تريد أن تغرق 20 فبراير في مشاكل هي بعيدة عنها بعد السماء عن الأرض؟

سؤال وجب الإجابة عنه؟

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar