أيها الصحافيون أيتها الصحافيات اكشفوا عن ممتلكاتكم وأرصدتكم البنكية

 

 

موحى الأطلسي

 

ودع الصحافيون المغاربة، يوم السبت الماضي، الزميل المختار الزياني الصحافي بجريدة الاتحاد الاشتراكي إلى مثواه الأخير، وفي قلوبهم غصة على هذا الزميل الذي عاش على العفاف ومات عليه تاركا وراءه أسرة كان هو معيلها الوحيد.

 

كان عاشقا للمهنة متمسكا بأخلاقها حريصا على إسعاد زميلاته وزملائه ولو بابتسامة أو نكتة تجسد طيبوبة ناس أصيلة.

 

سبق الزياني إلى الميدان عددا من المتطفلين على الصحافة ، لكن الفرق بينهم وبينه هو أنهم أسسوا لمدرسة الابتزاز والبيع والشراء والمتاجرة في كل شيء ابتداء من الناس البسطاء وصولا إلى الوطن، وقبل الزياني  رحل عدد من الصحافيين الحقيقيين إلى دار البقاء، مخلفين وراءهم الذكر الحسن، والأرصدة الفارغة، تاركين أسرهم في دور الكراء.

أين نحن من هؤلاء: محمد حليم الأزمي، بوشعيب الزعنوني، أحمد حكوم بوعياد، محمد الكوزي، عائشة المكي التي كانت سباقة إلى طرق مشاكل المجتمع في جريدة لوبنيون ولما ماتت وجدت وحيدة في غرفة مكتراة وبجانبها علبة سردين. لائحة الصحافيات والصحافيين الشرفاء تطول، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

 

في المقابل، ابتلي الجسم الإعلامي منذ سنوات بطينة أخرى من السماسرة الذين يصبحون ويمسون على مكاتب الموثقين لتسجيل الفيلات باسمهم ولو بالتزوير، ولا يكلون من التهافت على الشيكات الضخمة، تارة عند سفارات الأنظمة العربية المتهاوية، وأخرى عند شيوخ  شيخات الخليج  وعند ولي نعمة الحمودي وصاحب وجهة نظر، علاوة على فئة اغتنت بالريع السياسي أيام الراحل إدريس البصري.

 

في جنازة المختار الزياني، قال النقيب يونس مجاهد بأن الجريدة والحزب سيولون الرعاية لأبناء الفقيد، ولاشك أن غالبية الصحافيين فكروا ساعتها في مصير أسرهم بعد الموت.

 

لكن لو حضر الجنازة أمثال بوعشرين وأنوزلا والأشهب لما فكروا في الأمر، لأن أرصدتهم الضخمة التي راكموها، في ظروف وجيزة تحوم حولها الشبهات، تغنيهم عن التفكير في الموضوع.

 

لذلك نتمنى من النقابة الوطنية للصحافة المغربية، إكراما لروح الزياني الذي مات وفي قلبه غصة على تردي أخلاقيات المهنة، أن تدعو الصحافيات والصحافيين إلى التصريح بممتلكاتهم أمام الرأي العام، لأنه لا يعقل أن تكتب الصحافة عن النزاهة والكسب غير المشروع في حين يزخر جسمها بفئة حطمت الرقم القياسي في هذا المجال. ساعتها ستضمن الصحافة مصداقيتها لدى الناس.

 

رحم الله الزياني وباقي الزملاء والزميلات الذين غادرونا إلى العالم الآخر، ووقانا الله شبهة المتسخين والسفهاء منا.

كم يملك محمد الأشهب من عقار وشقة فاخرة وينزوي خفية في شقة مكترية؟

و كم هي عقارات و حسابات و أرصدة توفيق بوعشرين؟

و هل لنا أن نطل على ما يملكه علي انوزلا من أموال مخبأة و حسابات في الخارج ؟

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar