مشروع الطريق السريع-تزنيت الداخلة.. المغرب يواصل إزالة العقبات نحو عمقه الإفريقي

تحت عنوان “طريق تيزنيت – الداخلة .. المغرب يعانق عمقه الإفريقي”، كتب موقع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة “إس إن إر تي نيوز”، تقريرا سلط فيه الضوء على مشروع الطريق السريع-تزنيت الداخلة المهيكل والمراحل المتقدمة التي وصلت إليها الأشغال فضلا عن الرهانات والأهداف الإستراتيجية لهذه المعلمة الاقتصادية التي تربط المغرب بعمقه الإفريقي.

وفي هذا الإطار، كتب الموقع أن المغرب يواصل السير على درب التنمية؛ أو “الجهاد الأكبر” الذي دعا إليه جلالة المغفور له محمد الخامس إبان حصول المملكة على الاستقلال. وإذا كان طريق “الوحدة”، الذي أنجزه المغاربة لربط شمال المغرب بجنوبه تجسيدا للوحدة الترابية، فقد جاء الإعلان عن تشييد الطريق السريع تزنيت-الداخلة لتكريس هذه الوصية وتطويرها، ليس لتعزيز ربط الشمال بالجنوب فقط، بل بشق طريق للمغرب نحو عمقه الإفريقي.

هذا المشروع الضخم، يضيف الموقع،  سُخرت له الملايير في بلد يصر على تحدي الصعاب والإكراهات، لتعزيز ربط شماله بجنوبه، ومواصلة إزالة العقبات نحو عمقه الإفريقي.

وتجاوزت نسبة التقدم الإجمالي في أشغال ورش الطريق السريع، الذي سيربط بين مدينتي تزنيت والداخلة 80 بالمائة، ويُرتقب أن يتم الانتهاء من هذا المشروع، الذي سيكون له وقع مباشر على ساكنة الجهات الجنوبية للمملكة، نهاية سنة 2023، باستثناء أشغال إنجاز الجسر المداري بمدينة العيون الذي ستنتهي الأشغال به سنة 2024.

وفي هذا الإطار، أبرز مبارك فنشا، مدير المديرية المؤقتة المكلفة بإنجاز المشروع، أن هذا المشروع، الذي يأتي في إطار النموذج الجديد للتنمية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وأعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يتكون من محورين رئيسيين، هما تزنيت-العيون، والعيون-الداخلة، ويمتد على طول 1055 كلم، وتقدر تكلفته الإجمالية بـ 10 ملايير درهم.

شريان الحياة في عمق الصحراء

وأجمع مهنيون للنقل الطرقي، حسب الموقع ذاته، على أن هذا المشروع الضخم، يعتبر شريانا للحياة بالمناطق الجنوبية للملكة، وللدول الإفريقية، نظرا لأهميته البالغة في تسهيل تدفق السلع والبضائع من شمال المملكة إلي جنوبها.

كما أنه سينهي سنوات طويلة من معاناة سائقي شاحنات النقل، مع الطرق الملتوية والوعرة الرابطة بين تزنيت وكلميم، وبين طان طان والعيون، والداخلة، لتصبح رحلاتهم أقل مدة وخطورة، وأكثر أمنا.

وأشاد مواطنون بالأقاليم الجنوبية للمملكة بالأهداف الاستراتيجية التي سيقدمها المشروع، والمتمثلة في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بهذه الأقاليم على امتداد العقود المستقبلية، شاكرين الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الذي أطلق هذا الورش الضخم.

وسيكون لهذا المشروع وقع مباشر على ساكنة الجهات الجنوبية التي يفوق تعدادها 2,2 مليون نسمة، من خلال تشجيع الاستثمارات العمومية والخاصة، والمساهمة في تطوير المقاولة الوطنية، وإنعاش التشغيل بالمناطق الجنوبية، عبر إحداث 2,5 مليون يوم عمل خلال فترة الإنجاز، و30 ألف يوم عمل مباشر سنويا بعد الإنجاز، و150 ألف يوم عمل غير مباشر سنويا بعد الإنجاز، كما سيساهم في تحسين مؤشرات السلامة الطرقية، وتقليص مدة السفر.

إمكانات ضخمة وحرص على الجودة

وأوضح مدير المديرية المؤقتة المكلفة بإنجاز المشروع أن هذا الورش يتكون من 30 مقطعا، و16 قنطرة، وتتخلله 7 باحات استراحة، و18 محطة لتفريغ مياه الأسماك، و1572 وحدة لتفريغ مياه الأمطار، وسيتطلب إنجازه 5,6 مليون متر مكعب من مواد البناء، و4,3 مليون طن من الإسفلت، مع تسخير أزيد من 3500 آلة.

ومن بين عناصر هذا الورش الملكي الضخم، إحداث طريق مداري لمدينة العيون، حيث سيتم إنشاء جسر على مستوى المدينة سيمر فوق وادي الساقية الحمراء، سيكون هو الأطول بالمملكة، بطول 1725 مترا، وبتكلفته ستفوق 110 مليار سنتيم.

ولضمان السير السليم لهذا المشروع، تخضع جميع مراحل إنجازه لنظام مراقبة صارم، وفق ياسين زيتون، رئيس قسم الأشغال بالمقطع الشمالي بالمديرية المؤقتة لإنجاز الطريق السريع، الذي أكد أن الأشغال تخضع لنظام مراقبة صارم جدا وفق مخطط نظام الجودة، الذي ينقسم إلى ثلاثة مراحل، تتوزع بين مراقبة داخلية وخارجية للشركة المشرفة، ومراقبة خارجية يقوم بها المشرفون عن الورش من وزارة التجهيز والماء.

وتتضمن مراحل المراقبة، وفق زيتون، الدراسة القبلية التي تقدمها الشركة لتقييم مدى إمكانية إنجازها على أرض الواقع، تعقبها مرحلة مراقبة ما قبل إنتاج المواد، من خلال زيارة المقالع لتقييم مطابقتها للشروط الواردة في دفتر التحملات.

وبعد ذلك تأتي مرحلة الإنتاج التي يتم خلالها، وفق المتحدث ذاته، الوقوف على جودة وأحجام الأحجار المستعملة، وإجراء تجارب على الخرسانة العادية، والخرسانة المسلحة، والإسفلت، لقياس قدرة المنتوج الأخير (الطريق) على التحمل.

وأبرز المتحدث ذاته، أن الهدف من هذه الإجراءات يتمثل في ضمان قدرة هذا المشروع على استقبال العربات لمدة 10 سنوات على الأقل بالنسبة للطريق العادية، ومدة تناهز 100 سنة بالنسبة للمنشئات المائية والفنية.

طريق المجد ليست مفروشة بالورود

وحسب المديرية المؤقتة لتهيئة الطريق السريع تزنيت-الداخلة، فقد تم إدخال بعض التحسينات على هذا الورش، تتمثل أساسا في إضافة طريق مداري لمدينة العيون، وإنشاء جسر بطول 1725 مترا، هو الأطول على الصعيد الوطني.

ومن التحسينات الإضافية كذلك، حسب المصدر ذاته، إضافة بدال بنقطة انطلاق الطريق السريع، مع إضافة بدالات ومنشآت سفلية ببعض التقاطعات، وإنجاز منشآت سفلية بدل مدارات من أجل تحسين سلاسة حركة السير، مع إدخال تحسينات إضافية لملاءمة المشروع مع محيطيه الحضري والقروي.

هذا الورش الضخم، حسب المصدر ذاته، واجه مجموعة من الإكراهات ساهمت في زيادة مدة إنجازه، تم تحديدها في ارتفاع أسعار وندرة المواد الأساسية من قبيل الأسفلت، والحديد، والمحروقات، وصعوبات تقنية وطبيعية عامة ناتجة عن الظروف المناخية (ارتفاع درجة الحرارة والعواصف الرملية)، وكذا صعوبات في حركة السير مع الأشغال.

كما واجه المشروع، حسب المصدر ذاته، صعوبات تتعلق بتحويل شبكات الاتصالات والماء والكهرباء، وصعوبات في اقتناء الأراضي، خاصة في المسارات الجديدة، إضافة إلى تعثر بعض الشركات، بالموازاة مع الإكراهات الناتجة عن تداعيات جائحة “كوفيد-19”.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar