نيويورك: المشاركة الواسعة للصحراويين في الانتخابات تعكس تشبثهم بالمؤسسات الوطنية

أكد النائب البرلماني عن جهة الداخلة-وادي الذهب، أحمد العالم، بنيويورك، أن المشاركة الفعلية الواسعة للصحراويين المغاربة في الحياة السياسية الوطنية تعكس تشبثهم بالمؤسسات الوطنية ورغبتهم في الإسهام بشكل فعال في النهضة التنموية الكبيرة التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وفي حديثه أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، سلط العالم الضوء على تنزيل مشروع الجهوية المتقدمة، كتتويج للمسلسل الديمقراطي الذي تعرفه المملكة المغربية دون إقصاء لأي مكون من مكونات المجتمع.

وفي إطار هذا الورش الكبير، يضيف المتحدث، فإن المنتخبين، الذين يستمدون شرعيتهم من ساكنة الصحراء وصناديق الاقتراع التي أكدت نزاهة ومصداقية الاستحقاقات الانتخابية التي ينظمها المغرب، باعتراف كل الملاحظين والمراقبين الذين تابعوا عن قرب هذه العملية في كل مراحلها، يسهرون على تسيير وتدبير شؤون أقاليمهم الترابية ويحرصون على استفادة ساكنتها من مواردها وخيراتها بشكل عادل، مبرزا أن سكان الصحراء المغربية يمارسون حقوقهم السياسية بحرية تامة وبروح من المسؤولية.

كما أكد العالم أن شرعية المنتخبين المحليين عن الصحراء المغربية تتأكد وتتعزز، أيضا، من خلال مشاركتهم الفعالة في أشغال اللجنة الرابعة التابعة للأمم المتحدة بدعوة من مسؤولي هذه الهيئة الأممية، ومشاركتهم في اجتماعات الموائد المستديرة في جنيف (2018-2019)، مضيفا أن هذه الدينامية تكرس، بدون أدنى شك، الاعتراف الأممي والدولي بصفتهم الشرعية كممثلين لساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة ودورهم المعول عليه في إحياء المسلسل السياسي من أجل التوصل إلى حل لهذا النزاع الموروث من فترة الحرب الباردة.

وأبرز، في هذا الصدد، أن مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب سنة 2007، والذي يحظى بدعم دولي متنام منقطع النظير، يظل الطريق الوحيد للتوصل إلى تسوية لهذا النزاع، مبرزا أن المبادرة المغربية، التي تعتبر جادة وواقعية وذات مصداقية، تفتح آفاقا “سلمية” من أجل المضي قدما بالعملية السياسية نحو التسوية.

وقد تجسد هذا الدعم الصريح لمخطط الحكم الذاتي المغربي، بالخصوص، باعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب الكاملة والتامة على أقاليمه الجنوبية، وأيضا، من خلال الدعم القوي والصريح من قبل دول إفريقية، عربية وآسيوية وأوربية، على غرار إسبانيا وألمانيا وهولاندا ورومانيا وهنغاريا والفلبين، وكذلك أمريكا اللاتينية التي يدعم جزء كبير منها بشكل صريح مخطط الحكم الذاتي.

وأشار إلى أن هذه المواقف، التي تأتي انسجاما مع الشرعية الدولية المنصوص عليها في ميثاق منظمة الأمم المتحدة، وفي احترام كامل لمبادئ الوحدة الترابية للدول الأعضاء، تعززت بافتتاح 30 قنصلية عامة للدول العربية والإفريقية والأمريكية في مدينتي العيون والداخلة، مما يكرس الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء.

وفي إشارة إلى المحنة التي يعيشها السكان المحتجزون في مخيمات تندوف منذ سنة 1975 على أيدي مرتزقة لا ينحدرون حتى من الصحراء، أكد السيد العالم أن كل من يتجرأ على إبداء رأي مخالف يطالب برحيل القيادة الهرمة من الحركة الانفصالية أو يدعو إلى البحث عن حلول بديلة، يتم اتهامه بالخيانة ويكون مصيره الاختطاف والاحتجاز والتعذيب والتصفية الجسدية كما توثق لذلك العديد من التقارير الحقوقية.

وفي هذا السياق، دعا العالم الدولة الحاضنة لمخيمات تندوف إلى رفع العراقيل التي ما فتئت تضعها لإجهاض مساعي المغرب والمنتظم الدولي الرامية إلى وضع حد لمعاناة الصحراويين في هذه المخيمات، والكف عن استغلالهم كأصل تجاري للاغتناء وخدمة أجندات إقليمية متجاوزة، تؤدي إلى هدر فرص التكامل الاقتصادي من أجل مصلحة شعوبها.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar