“منتدى أصيلة”يناقش قضايا الإرهاب و الحركات الانفصالية في إفريقيا وتجارة السلاح والمخدرات  

قال السفير المدير العام للعلاقات الثنائية والشؤون الإقليمية بوزارة الخارجية والشؤون والتعاون الإفريقي ومغاربة العالم، فؤاد يزوغ، إن “الاهتمام الذي توليه هذه الطبعة من “موسم أصيلة” للحركات الانفصالية وللمنظمات الإقليمية في إفريقيا، دليل على الأهمية المتجددة لهذا المنتدى، وعلى يقظة القائمين عليه”.

وأوضح فؤاد يزوغ، في كلمة القاها نيابة عن ناصر بوريطة خلال حضوره أشغال ندوة الحركات الانفصالية في إفريقيا التي نظمت في إطار أشغال الدورة الخريفية لمنتدى أصيلة اليوم الأحد 16 أكتوبر الجاري، أن التحديات الأمنية التي تواجه قارتنا اليوم هي تحديات تبقى في مجملها غير مسبوقة، ولا مرتقبة وتتسارع وتيرتها وتتعاظم تعقيداتها بكثافة.

 مضيفا أن “فقرابة نصف ضحايا الإرهاب في العالم سقطوا في إفريقيا، لاسيما وأن التنظيمات الارهابية صارت تتمدد وتفرض سيطرتها بشكل متزايد ومستمر في مساحات ومناطق جغرافية على امتداد القارة”

وأكد السفير فؤاد يزوغ، أن إفريقيا هي المنطقة الأكثر تأثرا بالأزمات والنزاعات والحروب، وأن إفريقيا هي القارة الأكثر تضررا من تداعيات التغيرات المناخية، وما أفرزته من تهديدات للأمن الغذائي وما رافقها من تحولات ديموغرافية بفعل النزوح والهجرة القسريتين، فأزمة الغذاء على سبيل المثال أثرت على حيوات أزيد من 300 مليون مواطن إفريقي.

وأوضح السفير يزوغ، أن إفريقيا تواجه أيضا آفة تهريب السلاح والمخدرات؛ حيث أصبحت القارة مفترق طرق رئيسي لتهريب المخدرات، وجرى إغراقها بملايين من قطع السلاح التي يجري استعمالها بشكل غير قانوني وبدون ترخيص؛ هذه النشاطات الإجرامية، التي تدر على أصحابها من تجار المآسي والحروب أرباحا طائلة، تقوض سيادة وأمن واستقرار دول وتدمر شعوبا بأكملها؛

وتفاقمت هذه الآفات بسبب حدود مخترقة ومنظومات أمنية ضعيفة وهشة، زادت الوضعية تعقيدا؛ علاوة على ذلك، فإن غياب الحكم الرشيد والمؤسسات القوية ولد حالة من عدم الاستقرار، السياسي والاجتماعي، وأصيبت العملية الديموقراطية بهشاشة مزمنة أعلنت عن نفسها في بلاغات الانقلابات العسكرية المتتالية.

كما قال يزوغ:” ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فّإن هذه التحديات الكبيرة التي تواجه إفريقيا، زادتها جائحة كورونا تعقيدا وصعوبة، بسبب التداعيات الاقتصادية والاجتماعية العميقة التي سببتها الجائحة في إفريقيا، وإن القارة الافريقية هي ضحية لندرة الموارد ووفرتها في نفس الآن، هي علاقة غامضة بين نقيضين قُدّر لهذه القارة أن تحتضنهما معا، وهنا يكمن سبب شقائها وأصل معاناتها” موضحا في الان نفسه، أن “ساكنة القارة الافريقية هي الأصغر في العالم، وهذه نعمة قطعا، ولكن في نفس الوقت يفتقد هذا الشباب لأي أفق، ما يجعله فريسة سهلة للوقوع في شراك الدعايات الارهابية والانفصالية”.

وتحدث فؤاد يزوغ، عن نقطة أخرى تتعلق بالنزعات الانفصالية، قائلا: ” لقد تحدثت سابقا عن “التراكم المكثف” للتحديات التي تواجه إفريقيا، والنزعات الانفصالية هي تجلي آخر لهذه الوضعية الصعبة، فإفريقيا هي القارة التي تضم العدد الأكبر من الحركات الانفصالية في العالم. ولن يكون من باب الاجتهاد إن قلنا إن وجود الجماعات الانفصالية عامل مباشر لنشوب الحروب الاهلية والتطاحنات العرقية و الاثنية، و تمزيق النسيج الاجتماعي و الثقافي وتقويض أسس واستقرار الدول”.

وأشار في الكلمة التي ألقاها نيابة عن وزير الخارجية ناصر بوريطة الى انه: “سبق وأن أكدنا بمراكش في ماي 2022، خلال انعقاد المؤتمر الوزاري السابع للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش الذي نظم بشكل مشترك بين وزير الخارجية السيد ناصر بوريطة ونظيره الأمريكي، والذي ضم قرابة 80 دولة، على أن: “انتشار الحركات الانفصالية في إفريقيا يزعزع الاستقرار ويساهم في المزيد من إضعاف الدول الإفريقية. وهو ما يخدم في نهاية المطاف داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية والمتطرفة العنيفة”.

وأوضح يزوغ : ” على هذا الأساس، فإن الفكر الانفصالي لا يتسبب في نشوب حروب اهلية وحسب، بل تعداه إلى تغذية التطرف والارهاب، فالحركات الانفصالية والحركات الارهابية تلتقيان في أكثر من موقع، وأبرز نقاط التلاقي هي: تقويض سيادة وأسس الدول، بالإضافة الى ذلك التماهي في طرق جلب ووفرة التمويل وتناسخ التكتيكات العملياتية”.

مضيفا أنه :” ليس من باب المصادفة وجود كل أوجه الشبه هذه، بين الحركات الانفصالية والحركات الإرهابية، بل إن نقاط التلاقي بلغت حد تجانس هذه التنظيمات وذوبان الخلايا والمجموعات من الجانبين في بعضها البعض، بل وحتى أساليب التعبئة والتجنيد هي واحدة: استغلال تشققات البنية الاجتماعية والثقافية ومظاهر الضعف والهشاشة لاسيما في أوساط الشباب، فإن لم يكن هناك تحالف بين هذين الفكرين، فهناك على الأقل تلاقي موضوعي إن لم يكن تواطؤا ذاتيا”.

وخلص السفير فؤاد يزوغ إلى القول: “لكل ما سبق، يصبح من الضروري إقامة شراكات فعالة من خلال الاعتماد على البنيات والهياكل القائمة وتحديدا المنظمات الاقليمية، وهنا تبرز أهمية موضوع اليوم، والذي يقع في نقطة تقاطع بين الموضوعين؛، ويبقى كذلك من الضروري تعزيز أوجه التآزر وتوحيد الجهود المبذولة في القارة الإفريقية على المستوى الوطني ودون الإقليمي والإقليمي، في توافق تام مع متطلبات وخصوصيات الدول الأعضاء”.

 كما تقدم السفير فؤاد يزوغ بالشكر الجزيل للسيد محمد بن عيسى على نجاح ودوام هذا المنتدى الذي يناقش قضايا ذات راهنية وذات أبعاد مختلفة بحضور شخصيات وازنة من كل الأقطار.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar