بوريطة: رفع “خرقة” يعبر عن عجز جنوب أفريقيا ولا يمكن لشركاتها في المغرب أن تتخذ موقف المتفرج

في معرض رده على سؤال لموقع “تليكسبريس” اليوم الخميس 20 أكتوبر 2022 أثناء الندوة الصحفية التي تضمنها لقاء وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بنظيرته البلجيكية حاجة لحبيب، بمقر وزارة الخارجية المغربية بالرباط، حول قراءته لموقف جنوب أفريقيا الأخير بخصوص قضية الصحراء المغربية، أجاب بوريطة أن المغرب تابع البهرجة والصخب والسينما التي جرت في “بريتوريا” خلال اليومين الأخيرين وأنها تستدعي أربع ملاحظات.

وقال بوريطة إنها ليست المرة الأولى التي تنحو من خلالها جنوب أفريقيا هذا المسار، فمنذ سنة 2005 وهي تتخذ هذه المواقف السلبية والمتشددة. وأوضح بوريطة أن هذه المواقف تعبر عن عجز جنوب أفريقيا وليس عن قوتها لأنها ومنذ اعترافها بالكيان الوهمي و المليشيات المسلحة سنة 2005، ظنا منها أن  الملف سيتغير وان أفريقيا و العالم سوف يتبعانها، لكن الذي حصل منذ سنة 2005 هو أن 20 دولة سحبت اعترافها بالبوليساريو 10 منها دول إفريقية من ضمنها 7 دولة جارة لجنوب إفريقيا “دول ساديك”.

وأضاف بوريطة أن جنوب أفريقيا دخلت مجلس الأمن في 3 مناسبات 2005 و 2007 و 2011 و 2019 ولكنها لم تغير أي شيء، بل أنها ترى اليوم 23 دولة إفريقية قد إفتتحت قنصليات لها بالأقاليم الجنوبية للمملكة، من ضمنها عدد كبير من دول الجوار المباشر لجنوب إفريقيا. و 90 دولة تعبر اليوم عن موقف إيجابي من مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم بيه المغرب سنة 2007، من بينها 30 دولة إفريقية.

وأشار بوريطة إلى أن جنوب أفريقيا تشاهد عودة المغرب إلى الإتحاد الإفريقي وأن المغرب يترأس مجلس الأمن والسلم، وان دول الإتحاد تتخذ مواقف بناءة في هذا الصدد، وبذلك فإن كل هذه البهرجة والصخب، بل وأن رفع”خرقة” أو إقامة بساط أحمر يعبر عن عدم القدرة على التأثير في الملف ولا يضيف أي شيء إليه.

وأكد بوريطة أن التطورات السالفة الذكر جعلت جنوب أفريقيا تقف في الجانب الخطأ من التاريخ، لأن المسار يتجه نحو إيجاد حل في إطار الأمم المتحدة مبني على الشرعية الدولية يميز بين دولة ومليشيا، وبين “خرقة” وعلم وان هذا ما يُنتظر من دولة تريد أن تكون لها مصداقية.

وشدد بوريطة على أن المغرب سيستمر في التعامل مع بهرجة وصخب جنوب أفريقيا عبر المزيد من عزل جنوب أفريقيا من خلال هذه المواقف، فإذا كانت 27 دولة تسحب إعترافها بالكيان الوهمي، فاليوم بلغ العدد 37 دولة و العدد يتزايد إذ تم عزل المنطق المعادي للشرعية وللحل ولمجهودات الأمم المتحدة.

وفي نفس السياق، أعلن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن المغرب مستمر في الدفاع عن مصالحه و إستعمال جميع الآليات التي يمتلكها، لأن هذا التعامل يسيء إلى العلاقات الثنائية والى البناء القائم، خصوصا إذا تمت قراءتها من الناحية الإقتصادية، إذ ليس من الممكن للشركات الجنوب إفريقية المتواجدة بالمغرب أن تبقى تتفرج على ما تقوم به حكومة بلدها، ولعل رسالة جلالة الملك في خطاب 20 غشت كان واضحا، لأن الأمر يتعلق بملف الصحراء المغربية تلك النظارة التي يشاهد من خلالها المغرب العالم.

وأضاف بوريطة أن المغرب ليس متفاجئا مما تقوم به جنوب أفريقيا، وان لا تأثير له، وأن ما قامت به في السابق سوف تجنيه في المستقبل، وهو لا تأثير على الملف وعلى تطوره ومساره، والتي تتخذه الدول ذات المصداقية مثل ما شاهده الجميع اليوم مع بلجيكا وكذا أوروبا، حيث إن 10 دولة خلال الثلاث أشهر الأخيرة عبرت عن مثل هذه المواقف، وقد شاهدنا الدول الإفريقية والعربية،  وأن هذه هي الدول ذات المصداقية وان المغرب سيتعامل معها من هذا المنطلق في المستقبل.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar