الرابطة المحمدية للعلماء تعقد أشغال مجلسها الأكاديمي التاسع والعشرين

عقدت الرابطة المحمدية للعلماء، اليوم السبت بالرباط، أشغال مجلسها الأكاديمي التاسع والعشرين.

وفي كلمة افتتاحية لهذا اللقاء، أكد الأمين العام للرابطة، السيد أحمد عبادي، على ضرورة مد الجسور بين الأجيال والعلوم الدينية المتنوعة، المنبثقة عن كتاب الله عز وجل.

وبهذه المناسبة، أبرز السيد عبادي أن الأجيال التي ولدت ابتداء من سنة 2010 تسمى أجيال “ألفا” (Alpha)، والتي قبلها تسمى بجيل “زد” (Z)، مشيرا إلى أن هذه الأجيال لها كيفيات وأعراف في التواصل لاكتساب المعرفة.

وأوضح أن الأجيال التي ولدت سنة 2010 “تصبح منذ السنة الثانية قادرة على الإبحار بالشبكة العنكبوتية، كما تتكون لديها القدرة على ردود الفعل أو scrolling أي تمرير صور “التيك توك” أوغيرها، وهذا له دلالة مباشرة ووثيقة على الاتصال بمسألة اكتساب المعارف”.

وأشار السيد عبادي، في هذا السياق، إلى أنه في المصفوفات السابقة كانت المعرفة ت كتسب انطلاقا من قدرة الو ص ل بين الحروف التي تتشكل منها الكلمات، وينبغي أن تفهم تلك الكلمات على سبيل الإفراط، ثم على سبيل الضم في جمل تكون ذات معنى، ثم ضم هذه الجمل في فقرات تكون ذات معنى ومغزى، وكذا أيضا في نصوص ناظمة لهذه الفقرات تروم إبلاغ معنى أو معاني معينة.

وأردف أن هذا المنهج من مناهج اكتساب المعرفة سيبقى ساريا أي أنه حرف مركزي، لكن الحرف وكما انتبه إليه العلماء منذ قرون، هو ينتظم في المرتبة الرابعة في مراتب الوجود، وهي أربعة “الوجود العيني المشخص، والوجود الذهني، والوجود الشفهي، والوجود البناني”.

فجيل “ألفا”، يضيف السيد عبادي، يسجل ويرسل عن طريق التطبيقات، “بمعنى أننا نعيش في فترة أصبحت لدى هذا الجيل، عادات أخرى في مجال اكتساب المعارف”.

وبعد أن أكد على أن القرآن والحديث النبوي هي علوم قائمة على الحرف ولذلك ك تبت، وبذلك أصبحت علوما قائمة الذات، شدد على أنه “إذا لم نع متغيرات هذه المصفوفة الراهنة لن نحسن التعامل مع أبناء هذا الجيل، وبالتالي ستكون هناك قطيعة ونفور”.

وخلص إلى التأكيد على أهمية “تركيز اجتهاداتنا على التمييز بين ما ينبغي أن يكون فيه الحرف، وفي ما يمكن أن يستغنى فيه عنه، وهذا هو الاتزان الذي يعتبر المتغير الأثقل في هذه المعادلة، والذي لا يفقه عمقه ويسبر أغواره إلا العلماء من أمثالكم”.

وتميز هذا اللقاء الفكري، بعرض شريط حول معرض”متحف السيرة النبوية في المدينة المنورة” بالرباط سنة 2022، المنظم بشراكة مع رابطة العالم الإسلامي ومنظمة العالم اﻹسلامي للتربية والعلوم والثقافة، في إطار فعاليات الرباط عاصمة الثقافة للعالم الإسلامي لسنة 2022، وذلك تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي يضم مجموعة من المخطوطات والتحف الغنية النفيسة (69 لوحة فنية، منها شجرة الدولة العلوية، والإدريسية والسعدية، و34 قطعة أثرية، و15 قطعة نقدية و49 مخطوطا).

كما عرفت أشغال المجلس الأكاديمي التاسع والعشرين للرابطة المحمدية للعلماء تقديم مجموعة من العروض، تمحورت حول برامج “تمنيع الطفولة من خلال مواكبة الأسرة”، و”اقتدار لبناء القدرات”؛ وكذا حول “الندوة الدولية رفيعة المستوى للاحتفال بالذكرى الخامسة لخطة عمل القادة والفاعلين الدينيين في منع التحريض على العنف”؛ و”مشروع المذاهب الفقهية الإسلامية نظرات في متونها وعلوم النظر والتأصيل والاستدلال فيها”، و”الموسوعة الفقهية فتح الفتاح لابن رحال المعداني (ت 1140هـ)”.

واختممت أشغال هذا المجلس الأكاديمي التاسع والعشرين للرابطة المحمدية للعلماء، بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبأن يقر عين جلالته بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وأن يشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar