قمة العشرين.. اتفاق أمريكي صيني على منع حرب نووية وتفاهمات تخفّف التوتّر

حاول الرئيسان الأمريكي جو بايدن والصيني شي جينبينغ، أمس الإثنين، تخفيف التوتر في ظل التنافس المحتدم بين القوتين العظميين، وأسفرت قمتهما التي امتدت ثلاث ساعات عن تفاهمات بشأن أوكرانيا، فيما استمر تباين مواقفهما في مجالات أخرى.

وأعلن بايدن إثر انتهاء الاجتماع أنه لا داعي لقيام حرب باردة جديدة، وقد تحدث الزعيمان عن الرغبة في منع تحول التوترات الشديدة إلى نزاع.

وقال شي لبايدن إن البلدين “بينهما مصالح مشتركة أكثر من المصالح المتعارضة”، وفق ما جاء في تصريحات صينية حول الاجتماع بدت أكثر تصالحية مما قد توحي به مواقف السنوات الثلاث الماضية. وأضاف تشي: “العالم يتوقّع أن تعالج الصين والولايات المتحدة بشكل صحيح العلاقة بينهما”.

وفي محاولة لتحجيم الفكرة القائلة إن الصين عازمة على تقويض مكانة الولايات المتحدة وإعادة تشكيل العالم على صورة نظامها التسلطي، أكد شي أن بكين لا تسعى لتحدي الولايات المتحدة أو “تغيير النظام الدولي القائم”.

أما فيما يتعلق بقضية الحرب الروسية في أوكرانيا وتهديدات الرئيس فلاديمير بوتين غير المباشرة باستخدام السلاح النووي، فقد اتفق الزعيمان على أنه لا ينبغي خوض حرب نووية لن يكون فيها رابح، وفق البيت الأبيض. وأضافت واشنطن أن الرئيسين “شددا على معارضتهما لاستخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها في أوكرانيا”.

وفي أعقاب وصوله إلى جزيرة بالي الإندونيسية للمشاركة في قمة مجموعة العشرين، قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، مساء الإثنين، إن من الجيد للغاية “أنهما أوضحا مجددا أن استخدام أسلحة نووية ينبغي استبعاده وأنه خط أحمر لا ينبغي تجاوزه”.

في المقابل، اختلف الزعيمان على قضايا خصوصا حول مستقبل تايوان. وقال شي لبايدن إن تايوان هي “الخط الأحمر الأول الذي يجب عدم تجاوزه في العلاقات الصينية الأمريكية”، وفق بيان وزارة الخارجية الصينية.

وأكد الرئيس الأمريكي لنظيره أنه يعارض أي تغيير في وضع تايوان، بعد أن أشار مرارا إلى استعداد واشنطن للدفاع عن الجزيرة عسكريا.

وقال البيت الأبيض إنه أثار “اعتراضات” الولايات المتحدة على “الأفعال القسرية والعدوانية المتزايدة للصين تجاه تايوان”، مضيفًا أنها “تقوّض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان وفي المنطقة الأوسع نطاقا”.

كما حضّ بايدن الصين على كبح حليفتها كوريا الشمالية بعد سلسلة تجارب صاروخية قياسية أثارت مخاوف من أن تجري بيونغ يانغ قريباً تجربتها النووية السابعة، وقال إنه “واثق بأن الصين لا تريد أن تقوم كوريا الشمالية بمزيد من التصعيد”.

وفي إشارة إلى تحسن العلاقات، أعلن بايدن أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن سيزور الصين “لمتابعة مناقشاتهما”. ومن المقرّر أن يجري شي محادثات اليوم الثلاثاء مع رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، في أول لقاء رسمي بين قادة البلدين منذ العام 2017 بعد حملة ضغط منسقة شنتها بكين على حليف الولايات المتحدة المقرب. كما سيلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقال رئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك إنه يأمل أيضا في التحدث مع الزعيم الصيني.

وأشار الكرملين إلى مشاكل تتعلّق بالجدول الزمني حالت دون حضور الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، القمة، موفِدا بدلاً منه وزير الخارجية سيرغي لافروف الذي وصل مساء الأحد وخضع لفحصين صحيين في مستشفى بالي، وفق مسؤول في وزارة الصحة الإندونيسية.

ونفى لافروف البالغ 72 عاماً التقارير عن أنه يتلقى رعاية بمستشفى في بالي. وقال لوكالة “تاس” إنه كان في الفندق يستعدّ للقمة. وأثار وجود لافروف في بالي تساؤلات بشأن الصورة الجماعية لمجموعة العشرين والبيان المشترك، إذ من المؤكّد أنّ روسيا سترفض أيّ دعوات صريحة لإنهاء غزوها لأوكرانيا.

وقال لافروف بابتسامة ساخرة: “هذه لعبة ليست جديدة في السياسة.. الصحافيون الغربيون يجب أن يكونوا أكثر مصداقية”. كما وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الأمر بأنه “قمة التزييف”. ونشرت مقطعا مصوراً لوزير الخارجية وهو جالس في الهواء الطلق مرتديا سروالا قصيرا وقميصا ويطالع مستندات.

وفي الأثناء، ذكر دبلوماسي غربي أن روسيا على استعداد فيما يبدو لقبول تضمين فقرة إدانة للحرب ضد أوكرانيا في الإعلان الختامي لقمة مجموعة العشرين. ويُنظر إلى موافقة روسيا على مسودة نص الإعلان على أنها علامة محتملة على أن موسكو لم تعد تعوّل حتى على دعم الصين.

كان لافروف أعطى إشارة إلى تنازلات من قبل موسكو. ففي مقطع فيديو صادر من وزارته قال لافروف إنه سيتم قبول الإعلان الختامي.

وجاء أيضا في مسودة الاعلان “لقد شهدنا أيضا هذا العام الحرب في أوكرانيا، الأمر الذي ألحق المزيد من الأضرار بالاقتصاد العالمي”. وبالإضافة إلى ذلك تردد أن روسيا قبلت الاقتباسات في الإعلان الختامي من القرار الأممي بشأن الحرب. ويدين القرار بشدة الصراع ويطالب روسيا بسحب قواتها.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar