تحالف الحضارت.. المغرب يفرض نفسه كبلد منتج ومصدر لرسائل السلم والتسامح

أكد المحلل السياسي، مصطفى الطوسة، اليوم الثلاثاء، أن المغرب يفرض نفسه، من خلال منتدى تحالف الحضارات، المنعقد بمدينة فاس، كبلد ينتج ويصدر رسائل السلم والتسامح والتعايش، “في عالم تسوده النزعات الانقسامية أو حتى الحربية، والتي يسعى مفتعلوها إلى تجسيد نظرية صدام الحضارات المروعة”.

 وأضاف الطوسة، في مقال رأي نشره موقع (أطلس أنفو)، أنه “من حيث المكانة الدولية، صعد المغرب إلى القمة باستضافته المنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات للأمم المتحدة، وهو حدث سياسي هام ذو قيمة سياسية عالية، يأتي في ظرفية غير مستقرة يمر بها العالم”.

وبحسب المحلل السياسي، فإن المغرب “يوجد في طليعة الكفاح الوحيد الذي يستحق ذلك، وهو الدفاع عن التنوع والحوار بين الثقافات والأديان والتسامح مع اختلافات الآخر”. واعتبر أن هذه المقاربة تميز المملكة وتزيد من مصداقيتها على المستوى الدولي، كما تغذي قوتها الناعمة كقوة تناضل من أجل بشرية موحدة داخل تحالف كبير من أجل السلام، في الوقت الذي تعيش فيه بعض المناطق في أوروبا وغيرها “على إيقاع لغة البنادق والصواريخ التدميرية والتشنجات الهوياتية”.

وأشار الطوسة إلى أن الأمم المتحدة اختارت المغرب كنقطة انطلاق لهذه المقاربة التي تهدف إلى محاربة إغراءات الإقصاء وكراهية الآخر والتطرف الديني والثقافي، مسجلا أن المنظمة الأممية اختارت المغرب “لتكليفه بشرف حمل رؤيتها للتعايش السلمي بين الأديان والثقافات، لأنها تعلم أن استراتيجيتها سيتم توصيلها بكفاءة كبيرة، بفضل الواقع المغربي الفريد الذي يصون الحرية الفردية ويدافع عن تعدد الهويات”.

وأضاف أنه من خلال استضافة هذا المنتدى، تم تكريس المغرب دوليا كأرض للانفتاح، وبلد يناضل من أجل السلام في العالم ويشارك بنشاط في “إنقاذ البشرية من شياطينها المدمرة”.

وتابع بالقول إن اختيار المغرب ومدينة فاس لا يرجع إلى الصدفة أو أي أجندة بيروقراطية، بل إن هذا الاختيار كان مدفوعا بعنصرين مهمين، أولهما هوية مدينة فاس، المعقل الروحي والثقافي الذي تعود جذوره إلى أعماق التاريخ، أما العنصر الثاني فهو المغرب، الذي يعتبر من الدول النادرة في فئتها التي أدرجت في دستورها احترام التنوع والتسامح والحوار الذكي والسلمي مع هويات ثقافية ودينية أو مجتمعية متعددة.

وبالنسبة للمحلل السياسي، هذا هو الهدف الذي يسعى إليه منتدى تحالف الحضارات بفاس، من خلال ندواته وورشات أعماله التي يشارك فيها ما يقارب ألف شخص من جميع أنحاء العالم ومن جميع الآفاق.

وأشار الطوسة أيضا إلى أن منتدى فاس ليس اجتماعا تقليديا تعطى فيه الكلمة فقط للدول، بل هو منتدى يجذب كل الإمكانات والأصوات التي تعمل على بناء الجسور بين الحضارات المختلفة.

وأوضح أنه تم التركيز على المجتمعات المدنية والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، مع اهتمام خاص بشباب القارة الإفريقية الذين تم تهميشهم منذ فترة طويلة عن هذا النقاش الهام حول المصير والسلام العالميين، مسجلا أن منتدى فاس هو “معركة قيم حقيقية”.

وختم المحلل بالإشارة إلى أنه “في عالم مهدد بنزاع عسكري واسع النطاق بسبب الحرب الدائرة في قلب أوروبا بين روسيا وأوكرانيا، وفي عالم أصبح فيه الانطواء ونبذ الآخر وكراهية الأجانب مواقف سياسية عادية، تظل الدعوة إلى خطاب الحوار والتسامح والانفتاح استراتيجية تذهب عكس الرياح السائدة”.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar