تقرير بريطاني: المغرب حسم النزاع المفتعل حول صحرائه

كشف تقرير حول الصحراء المغربية، أعده المركز البريطاني (NCUK) بطلب من وزير الخارجية البريطاني “جيمس كليفرلي”، أن الجزائر فقدت الإمكانيات آللوجيستية والعسكرية، لتحريك مرتزقة “البوليساريو” على الأرض، وذلك بسبب قوة المُسيرات المغربية واصطيادها للأهداف العسكرية بدقة متناهية.

كما أكد التقرير البريطاني، الذي تمكنت صحيفة إسرائيلية من الحصول عليه وقامت بتسريب فقرات مهمة منه، على أن المملكة المغربية تمكنت من حسم الأمور بصفة كبيرة جدا على المستوى السياسي، خصوصا بعد إقامة العديد من الدول لتمثيلياتها الدبلوماسية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وهو اعتراف مباشر من هذه الدول بأن الصحراء أرض مغربية.

كما أن الاستثمارات الضخمة، التي قام بها المغرب في المنطقة زادت من قوة الموقف المغربي، وأدت إلى انهيار تام لموقف مرتزقة “البوليساريو” ومن ورائهم نظام العسكر الجزائري.

ووفق ما جاء في نص التقرير، فإن النظام الجزائري حاول استدراك الموقف، بالعمل على إعادة إنتاج شروط عزل المغرب، من خلال الاستثمار في التوتر المغربي-الإسباني والمغربي-الأماني في حينها، ومحاولة تحويله إلى صراع مغربي-أوروبي، لكن الدبلوماسية المغربية بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس كانت لها الكلمة العليا، حيث الذكاء المغربي دفع ألمانيا وإسبانيا إلى الإشادة بمقترح الحكم الذاتي كحل جاد لهذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وأضاف التقرير أن هذا الأمر مثل ضربة موجعة لِحكام الجزائر، الذين حاولوا اللعب على ورقة الغاز مع إسبانيا، لتتراجع عن موقفها الداعم للمغرب في قضية صحرائه، لكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل.

وأشار التقرير، إلى أن الجزائر لم تقتصر على محاولاتها للتأثير على الموقف الأوروبي، بل اشتغلت دبلوماسيتها عبر اللوبي المرتبط بها في واشنطن الذي كان يتزعمه النائب السابق في مجلس الشيوخ “جيمس انهوف”، للضغط على صانعي القرار بالولايات المتحدة الأمريكية للتراجع عن قرار الاعتراف بمغربية الصحراء، لكن الرئيس الأمريكي “جو بايدن” ظل مُصِرّاً على عدم فتح هذا الموضوع للنقاش، وأن القرار الأمريكي لا رجعة فيه، وهذا ما تسبب في إحباط كبير داخل الدبلوماسية الجزائرية.

وجاء في التقرير كذلك انه “بسبب الانهزامات المتتالية للدبلوماسية الجزائرية حاولت هذه الأخيرة إيجاد موطن قدم لها في منطقة شمال إفريقيا وبسبب الوضعية المتأزمة التي تعيشها تونس والتي لم يكن للجزائر أي رؤية استباقية لها ، حاولت أن تنتج بعض المبادرات لكي تشعر من خلالها الرأي العام الجزائري بعودتها القوية على المستوى الإقليمي عبر تكرار الزيارات لمسؤولين جزائريين إلى تونس بعد تعطيل الرئيس التونسي قيس سعيد للمؤسسات السياسية والإيحاء بوجود علاقات متينة بين الدولتين، فضلا عن الإيحاءات التي تحاول السلطات الجزائرية تكريسها بخصوص دور الجزائر في مساعدة الليبيين على حل مشاكلهم واستكمال بناء مؤسساتهم السياسية…”.

وختم التقرير المقدم إلى وزير الخارجية البريطاني، بالقول إن الدبلوماسية الجزائرية حاولت أيضا “أن تقدم صورة خادعة للرأي العام الداخلي عن دورها الإقليمي المصطنع وذلك بمحاولة لعب دور إقليمي أمني في منطقة الساحل جنوب الصحراء”.

يشار إلى أن وزير الخارجية البريطاني “جيمس كليفرلي”، ومباشرة بعد تحمله مسؤولية الديبلوماسية الانجليزية، طالب بتقرير جيوستراتيجي مفصل حول قضية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية والصراع المغربي\الجزائري، لتتمكن الدولة من تأسيس إستراتيجية واضحة، تعتمد عليها لإصدار قرارات مهمة في الموضوع.

وبالفعل كلف جيمس كليفرلي المركز البريطاني (NCUK)، بإعداد التقرير الذي وُضع على مكتبه في الآونة الأخيرة، وتمكنت صحيفة إسرائيلية، من الحصول على أجزاء مهمة من التقرير، حيث قامت بتسريب فقرات منه.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar