سنة2022..تعزيز دينامية العلاقات والشراكة بين المغرب وتركيا

تميزت العلاقات الثنائية بين تركيا والمغرب خلال العام 2022 الذي يشرف على نهايته، بتواصل الدينامية الإيجابية التي يشهدها البلدان الصديقان على عدة أصعدة، لاسيما في المجالين السياسي والاقتصادي.

وتسهر أنقرة والرباط على الحفاظ على علاقتهما الجيدة والتعاون في القضايا الإقليمية والدولية، لاسيما وأن البلدين ”تربطهما علاقات تاريخية قوية، وأواصر عميقة الجذور، وتقاليد مشتركة”، كما جاء ذلك في تقديم لوزارة الخارجية التركية على موقعها الإلكتروني.

وتحت شعار رابح- رابح، عرف البلدان خلال 2022 افتتاح عدد من المشاريع الصناعية المشتركة، تروم تعزيز شراكتهما الاقتصادية والاستفادة بشكل أكبر من الفرص التي يتيحها اتفاق التبادل الحر الذي يجمعهما. كما تميزت حصيلة السنة بالحفاظ على تقليد المشاورات الثنائية رفيعة المستوى التي يحرص البلدان على إجراءها.

ووفاء لمواقفها التاريخية الداعمة للوحدة الترابية لدول المعمور ونبذها لأي حركة انفصالية، جددت أنقرة في عدد من المناسبات خلال 2022 التأكيد على دعمها للوحدة الترابية للمملكة.

هكذا، جدد وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، شهر ماي الماضي بمدينة مراكش، تأكيده على “الموقف المبدئي لتركيا بخصوص الوحدة الترابية للدول وسيادتها، وأن تركيا تدعم سيادة المغرب الشقيق ووحدته الترابية”.

وأشار تشاووش أوغلو، خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، عقب مباحثاتهما على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف ضد داعش، إلى تطابق وجهات نظر الطرفين بخصوص العديد من القضايا الإقليمية.

من جانبه، قال السيد بوريطة أن المغرب “يقدر موقف تركيا بخصوص قضية الصحراء، ونحن بدورنا نؤيد تركيا في قضاياها الأساسية”.

وعلى نفس المنوال، اعتبر سفير الجمهورية التركية بالمغرب، عمر فاروق دوغان، أن نزاع الصحراء “مصطنع تماما”، مؤكدا في حوار مع الأسبوعية المغربية (ماروك إيبدو) أن “مشكلة الصحراء تؤلمنا لأننا في تركيا لدينا مشكلة مماثلة، وإذا كان هناك أي شخص يفهم حقا شعور السلطات المغربية والشعب المغربي، فيمكنه أن يكون فقط الشعب والسلطات التركية”.

وعلى الصعيد الاقتصادي، شكلت 2022 سنة مثمرة في العلاقات الثنائية، حيث جددت المجموعات التركية الكبرى ثقتها في الاقتصاد والسوق المغربيين، مع افتتاح ثلاث وحدات صناعية همت قطاعات أنشطة مختلفة، على غرار أجزاء السيارات والمناديل الورقية والأحذية.

وباستثمار تجاوزت قيمته 340 مليون درهم، دشنت المجموعة التركية (مارتور فومباك إنترناشونال)، شهر مارس الماضي، مصنعها للمعدات الأصلية للسيارات في المنطقة الصناعية لطنجة المتوسط.

ويتوخى المصنع، الذي من المتوقع أن يحدث 1150 فرصة عمل والمتخصص في إنتاج المعدات الداخلية ومقاعد السيارات، تلبية الاحتياجات المتنامية لمصنعي السيارات المستقرين بالمغرب، لاسيما شركة (رونو).

وتلى هذا المشروع افتتاح الشركة المغربية (شو إليفين) لوحدة صناعية جديدة بالدار البيضاء، شهر ماي الماضي، بشراكة مع المجموعة التركية (فلو)، الشركة الرائدة في صناعة الأحذية، تخص تصنيع بعض علامات المجموعة التركية الموجهة إلى التصدير والسوق المحلي، علاوة على إنشاء علامة (أوكتو) التي تم تطويرها خصيصا للسوق المغربي.

وسيمكن هذا الاستثمار، الذي تبلغ قيمته الإجمالية 20 مليون درهم، إحداث 500 فرصة شغل وتطوير المصادر المحلية لمجموعة (فلو) من خلال شراكات مع المصنعين المحليين.

ومطلع نونبر الماضي، ختمت مجموعة “اكزاسيباسي” سلسلة تدشين المصانع التركية بالمملكة خلال 2022، حيث افتتحت الشركة الرائدة في المنتوجات الاستهلاكية، مصنعا لها في الدار البيضاء متخصص في تصنيع المناديل الورقية، لتعزز الشركة بذلك حضورها في السوقين المغربي والإفريقي.

وستنصع الوحدة الجديدة، التي كلف بناؤها 25 مليون أورو، أكثر من 50 نوعا مختلفا من المناديل الورقية، تحت العلامة التجارية “صولو” و”سيلباك”، بما في ذلك المناشف الورقية والمناديل.

هكذا، دخلت تركيا والمغرب في مرحلة جديدة من علاقتهما الثنائية تروم تعزيز علاقتهما السياسية والرفع من تبادلاتهما التجارية، لاسيما بعد دخول الاتفاقية المعدلة لاتفاقية التبادل التجاري الحر بين البلدين.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar